كلف الرئيس العراقي فؤاد معصوم رسميا حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة، فيما أعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي رفضه لذلك في بيان مسجل. وكان العبادي، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب العراقي، قد أعلن على حسابه في تويتر في وقت سابق أن تكتلا يمثل أكبر الأحزاب الشيعية على وشك ترشيح رئيس للوزراء، مشيرا إلى إنه سيتعين على المالكي التنحي. ويصر المالكي على ولاية ثالثة باعتباره زعيم التكتل الحاصل على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، إلا أن معارضيه وبعض حلفائه السابقين يرفضون ذلك مؤكدين أنه يتحمل مسؤولية الانهيار الأمني بالبلاد. وأمس الأحد، انتهت المهلة الدستورية التي تقضي بطلب الرئيس العراقي من الشخصية التي اختارها أكبر تكتل في البرلمان لتشكيل الحكومة. وفي كلمة مسجلة بثها التلفزيون العراقي، قال المالكي إن العراق أمام "خرق خطير" للدستور واعتبر تكليف العبادي "باطلا ولا قيمة له". وأضاف أن رئاسة الجمهورية لم تلتزم بالدستور بتكليف الكتلة النيابية الأكبر التي يرأسها، وقال إن هذا التكليف سيكون له "لها تداعيات سياسية واقتصادية خطيرة". واتهم المالكي أطرافا خارجية بالتنسيق مع قوى عراقية للالتفاف على الدستور، وقال "سنقف ضد أي تجاوز أو التفاف على الدستور العراقي." ترحيب دولي ومحلي واعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تكليف العبادي مقدمة مهمة وفعالة لانتهاء الأزمات التي لايزال يعاني منها الشعب العراقي سواء المشكلات الأمنية أو المعيشية. كما هنأ المجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم رئيس الوزراء العراقي المكلف بتشكيل الحكومة. دوليا، هنأت الولاياتالمتحدة رئيس الوزراء المكلف، واعتبر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ترشيح العبادي "خطوة حاسمة" في عملية الانتقال السياسي في العراق. وفي باريس دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند العبادي لتشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل سريع لمواجهة تهديد المتطرفين في العراق. وجاء في بيان لمكتب هولاند أنه خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان، أعرب الاثنان عن "أملهما في أن يشكل رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي سريعا حكومة وحدة وطنية".