المخرج جمال مرير: المسرحية هي اعتراف للمثل الذي يبقى العنصر الأساسي للعرض تمكن ممثلو عرض "ليلة غضب الآلهة" من احتلال ركح المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" بتفجير قدراتهم الأدائية في مسرحية تجريبية للمخرج جمال مرير راهنت على الممثل للتنافس على جوائز الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. واستطاع الممثلون أن يترجموا رؤية المخرج لنص الكاتب المسرحي محمد بورحلة، حيث بني العرض كاملا على أجساد الممثلين، في مسرح خاو من أي "ديكور" أو جسم دخيل أو أثاث، لدرجة أن الممثلين هم الذي يؤدون كل الوظائف بما فيها مقعد وسرير الكاهن. ونجح الراقصون في مجاراة كفاءة الممثلين، عبر الكوريغرافيا، حيث لم تكن لوحات الرقص عشوائية أو مقحمة، واقتربوا من التعبير بحركاتهم عن عذابات الإنسان وحتى في جلدهم للمعذبين بفنية عالية. واعتبر المخرج جمال مرير أن "ليلة غضب الآلهة" هي "اعتراف للمثل الذي يبقى العنصر الأساسي للعرض المسرحي" وهو ما قام به من خلال العرض الذي اعتمد 12 ممثلا تمكنوا من تسيير حركاتهم على الخشبة. وتنتمي مسرحية "ليلة غضب الآلهة" إلى المسرح التجريبي، وتعتبر أول عمل تجريبي ضمن المنافسة، حيث رفعت سقف المنافسة باحتفائها بالممثل وتقديمها لعمل مفاجئ للمتلقين ولمسار العروض لحد الآن. وتحكي المسرحية وضع أربعة أشقاء يجدون أنفسهم في زنزانة ليقدم أحدهم قربانا للآلهة، حيث يجد الإخوة أنفسهم مطالبين باختيار أحدهم قبل أن يتدخل الكاهن الأعظم الذي يمارس طقوس الولاء للآلهة ويحقق أوامرها. ويتطور أداء الممثلين تدريجيا من بشر يقعون في ورطة إلى حالة من القبول لصفة حيوانية، حيث يتحولون إلى كلاب في رمز إلى القهر الذي يعيشه الرعية في حكم وهمي مبني على تعاليم الآلهة التي يعرفها الكاهن الأعظم وحده. ويبرز الممثل سمير أوجيت "أحد الإخوة الأربعة" في تأدية دور مميز، حيث كان موزعا على المسرح من خلال تقاسمه الحوار مع مختلف الممثلين، وكان صوت العقل ضمن الوهم الذي يسوقه "الكاهن الأعظم" ويرضى به الجميع. ويمثل العرض مسرح باتنة الجهوي وهو للكاتب المسرحي محمد بورحلة الذي سجل حضوره في المهرجان بمسرحية "في انتظار المحاكمة" بينما يعود المخرج جمال مرير إلى العمل التجريبي بعد مسرحية "الدالية" في 1997. ويذكر أن 17 عملا يتنافس على جوائز المهرجان، بالإضافة لتسعة عروض خارج المنافسة وعرض ضيف لمسرح الطليعة لمصري.