تمكن ممثلو عرض "ليلة غضب " لسهرة أول أمس من احتلال ركح مسرح محي الدين بشطارزي بتفجير قدراتهم الأدائية في مثل للتنافس على جوائز الطبعة 9 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. واستطاع الممثلون أن يترجموا رؤية المخرج لنص الكاتب المسرحي محمد بورحلة، أما الكوريغرافيا ومساعد المخرج رياض بروال والموسيقى لرفيق بلعابد "عصام" وسينوغرافيا لعبد الرحمان زعبوبي. وشارك في الأداء كل من سمير أوجيت وصالح بوبير وعبد القادر محاملي وعز الدين بن عمرو لحسن شيبة وعبد القادر خنصال وحسين موستيري وعصام تعشيت اما الراقصون فنجد كل من عبد السلام شليا و محمد لمين نية و زايد جنان و عبد الناصر أعراب ، حيث بني العرض كاملا على أجساد الممثلين، في مسرح خاو من أي ديكور أو جسم دخيل أواثاث، لدرجة أن الممثلين هم الذي يؤدون كل الوظائف بما فيها مقعد وسرير الكاهن. ونجح الراقصون في مجاراة كفاءة الممثلين،عبر الكوريغرافيا حيث لم تكن لوحات الرقص عشوائية أو مقحمة، واقتربوا من التعبير بحركاتهم عن عذابات الإنسان وحتى في جلدهم للمعذبين بفنية عالية. واعتبر المخرج جمال مرير أن "ليلة غضب" هي "اعتراف للمثل الذي يبقى العنصر الأساسي للعرض المسرحي" وهو ما قام به من خلال العرض الذي اعتمد 12 ممثلا تمكن من تسيير حركاتهم على الخشبة. وتنتمي مسرحية "ليلة غضب" إلى المسرح التجريبي وتعتبر أول عمل تجريبي ضمن المنافسة حيث رفعت سقف المنافسة باحتفائها بالممثل وتقديمها لعمل مفاجئ للمتلقين ولمسار العروض لحد الآن. وتحكي المسرحية وضع أربعة أشقاء يجدون أنفسهم في زنزانة ليقدم أحدهم قربانا للآلهة اين يجد الإخوة أنفسهم مطالبين باختيار أحدهم قبل أن يتدخل الكاهن الأعظم الذي يمارس طقوس الولاء للآلهة ويحقق أوامرها. و تدور احداثها حول أربع إخوة زج بهم في زنزانة واحدة دون أن يعلموا سبب ذلك ، يمضون الوقت في تقاذف التهم طيلة سنة كاملة، قبل أن يتقدم غليهم الكاهن الأعظم ويخطرهم بذنبهم ويطالبهم باختيار أحدهم لنحره وتقديمه قربانا للآلهة تكفيرا عن ذنبهم المتعلق بدخولهم الى تلك المدينة ليلية غضب جلالتها، تقترب ساعة الذبح و تتصاعد معها الأحداث وتتشابك قبل أن يفصح الكاهن الأعظم عن المذنب الحقيقي. ويتطور أداء الممثلين تدريجيا من بشر يقعون في ورطة إلى حالة من القبول لصفة حيوانية، حيث يتحولون إلى كلاب في رمز إلى القهر الذي يعيشه الرعية في حكم وهمي مبني على تعاليم الآلهة التي يعرفها الكاهن الأعظم وحده. ويبرز الممثل سمير أوجيت (أحد الإخوة الأربعة) في تأدية دور مميز، حيث كان موزعا على المسرح من خلال تقاسمه الحوار مع مختلف الممثلين، وكان صوت العقل ضمن الوهم الذي يسوقه "الكاهن الأعظم" ويرضى به الجميع. ويمثل العرض مسرح باتنة الجهوي وهو للكاتب المسرحي محمد بورحلة الذي سجل حضوره في المهرجان بمسرحية "في انتظار المحاكمة" بينما يعود المخرج جمال مرير إلى العمل التجريبي بعد مسرحية "الدالية" في 1997. يذكر أن 17 عملا يتنافس على جوائز المهرجان بالإضافة ل 9 عروض خارج المنافسة وعرض ضيف لمسرح الطليعة لمصري.