أعلن الاثنين المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل ،عن برنامج خاص لإعادة تكييف مناهج التكوين في سلك الشرطة لتتماشى مع الضرورة الأمنية التي يتم مواجهتها في الميدان وحسب منهج الخطط الثلاثة الذي يتم تلقينه في المدارس التابعة للأمن الوطني. وأكد هامل خلال إشرافه بمدرسة الشرطة الهادي لخذيري على افتتاح فعاليات اليوم الدراسي حول التكوين في جهاز الأمن بمشاركة مدراء المدارس ورؤساء وحدات التكوين والتدريب للأمن الوطني أن "السياسة الأمنية الاستشرافية التي اعتمدتها الدولة بأسس علمية وأكاديمية، مكنت جهاز الأمن الوطني من رفع تأهيل عناصره لاحتواء الأزمات الأمنية والتصدي لظواهر إجرامية بدأت تأخذ أبعادا دولية وإقليمية". وبعد أن استعرض ورقة عمل مديرية التعليم والمدارس والاستماع لمختلف العروض المقدمة من طرف المتدخلين، أكد اللواء المدير العام للأمن الوطني على الأهمية التي توليها قيادة الأمن الوطني لمنظومة التكوين لما لها من فعالية من مواجهة التحديات والمستجدات الأمنية المستقبلية مشيدا بكفاءات وقدرات القائمين على مهام التدريب والتأهيل في تحقيق المزيد من الاهتمام بصقل المهارات وتسليح الأفراد بالعلم والمعرفة والتوجه نحو التدريب التخصصي ليكونوا قادرين على أداء مهامهم بكل عزم وقوة في خدمة الوطن". وكشف مصدر عليم ل"البلاد" أن المديرية العامة للأمن الوطني ستشرع في إطلاق برنامج "سنوات التدريب التخصصي" تماشيا مع التحديات الأمنية التي تعيشها الجزائر خاصة على الجبهة الحدودية الموسومة بمحاولات تسلل الجماعات الإرهابية وتدفق موجات الهجرة السرية وتنامي نشاط شبكات تهريب الأسلحة. ويضطلع حاليا فريق من الخبراء والمختصين في تحديد آليات ومناهج التكوين الجديدة من خلال إنشاء فرق متخصصة وتوزيعها بطريقة مدروسة على مختلف مناطق عمل مصالح الشرطة، كمكافحة الإرهاب والاستعلامات العامة، وكذا حراسة الحدود ومحاربة الهجرة السرية وتهريب الأسلحة والتكفل الأمني بالمظاهرات وأحداث الشغب. وأشار اللواء هامل إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني رفعت من مستوى التكوين بانتهاج خطة تكوينية عالية في مختلف التخصصات وبأحدث الوسائط التي لا تختلف عن أرقى المدارس والكليات الأمنية الدولية حتى تصبح شرطة فاعلة تتميز باحترافية عالية وتستجيب للتحولات الداخلية والدولية. وذكر هامل أنه تم تسخير لتحقيق التطور عدد كبير من الإطارات المتمرّسة بهدف الجمع بين التكوين العلمي الأكاديمي والتجربة الميدانية الثرية للشرطة الجزائرية التي أصبحت اليوم مثالا يحتذى به لدى العديد من أجهزة الأمن الدولية، لاسيما في مجال مكافحة الجريمة بأنواعها والتسيير العقلاني للحشود والاحترافية العالية في التعامل مع المواطن. وأكد اللواء هامل على ضرورة "تخريج رجال شرطة على مستوى عال من التأهيل والتدريب بحكم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم والتي تضعهم أمام تحديات كبيرة يتطلب مواجهتها ومجابهتها بالتسلح بالعلم والمعرفة المقرونة بالأخلاق الحميدة واحترام حقوق الإنسان التي تربت عليها حسبه أجيال في مدارس الشرطة الجزائرية".