لقاء باريس يقر دعما للعراق ومؤتمرا آخر في البحرين أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الذي يزور الإمارات حاليا، أن بلاده ستنفذ الطلعات الاستكشافية الأولى في العراق خلال ساعات، فيما تتحرك واشنطن مع حلفائها لضرب تنظيم "داعش". وقال لودريان في قاعدة الظفرة في أبو ظبي أمام نحو مائتي عسكري فرنسي بينهم طيارون "اعتبارا من الآن سنقوم بأولى الطلعات الاستكشافية بموافقة السلطات العراقية والسلطات الإماراتية". وجاءت زيارة لودريان إلى أبو ظبي، حيث تحظى فرنسا بقاعدة فيها، فيما استضافت باريس مؤتمرا دوليا بشأن كيفية التصدي لتنظيم "داعش" الذي استولى على مناطق واسعة في العراق وسوريا. وبذلك تنضم فرنسا إلى بريطانيا التي شرعت فعلا في تنفيذ طلعات استكشافية فوق العراق دعما لجهود الولاياتالمتحدة وذلك من قاعدتها الإقليمية في قبرص. وفي الأثناء، أعلن البيت الأبيض أنه سيحصل على موافقة دول ترغب في إرسال قوات مقاتلة لمحاربة مسلحي تنظيم "داعش" المنتشرين في العراق وسوريا. وألمح كبير موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية ستعلن في الأيام المقبلة أسماء الحلفاء الذين سيتعهدون بإرسال قوات برية لمقاتلة التنظيم. وفي العاصمة الفرنسية، تعهد المشاركون في المؤتمر الدولي بشأن أمن واستقرار العراق في باريس أمس، بدعم بغداد في حربها على تنظيم داعش بكل الوسائل الضرورية، ومنها إرسال "مساعدات عسكرية مناسبة". وأكد المؤتمر أن خطر التنظيم لا يقتصر على العراق وسوريا وإنما يهدد الأسرة الدولية برمتها. وفي ختام المؤتمر قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن كل المجتمعين كانوا متفقين على أنه من الضروري القضاء على تنظيم داعش. وفي مؤتمر صحفي ذكر فابيوس أن العالم بأسره معني بالقضاء على التنظيم وليس دول جوار العراق وسوريا وحسب. وعن أسلوب مواجهة التنظيم أوضح فابيوس أن التصدي للتنظيم سيكون في سياق مقاربة سياسية وأمنية. ولفت إلى أنه تم الاتفاق على عقد مؤتمر في البحرين لبحث وسائل وطرق قطع الإمدادات والتمويل عن التنظيم. وختم فابيوس حديثه بالقول إن القضاء على تنظيم داعش سيترجم إلى خطوات شاملة سياسية وأمنية وإنسانية. ومن جهته، قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري -بالمؤتمر الصحفي نفسه- إن المؤتمر الذي حظي بمشاركة نحو 30 دولة أكد الخطر الذي يشكله تنظيم داعش وضرورة العمل على القضاء عليه بمختلف الوسائل. وأضاف أن المؤتمر أثبت للعراقيين أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة هذا "التنظيم الإرهابي" وإنما يتلقون دعما عالميا كبيرا. وعند افتتاح المؤتمر؛ كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم قد شددا على ضرورة تنسيق الجهود من أجل دفع مؤتمر السلم والأمن في باريس إلى بلورة رد شامل وسريع في مواجهة خطر تنظيم داعش في العراق وسوريا. واعتبر هولاند في كلمته الافتتاحية أن هناك حاجة ماسة لتحالف دولي سريع وفعال في مواجهة التنظيم، قائلا إن تهديده لا يقف عند الحدود العراقية بل يطال المجتمع الدولي.