بدأت دول المغرب العربي وشمال إفريقيا تدق ناقوس الخطر من تزايد التهديدات الأمنية من الجبهة التركية التي تحولت إلى نقطة "نزيف" ومصدر إرهابي قد يؤدي إلى ظهور تهديدات جدية على أمن تلك الدول، كون معظم حالات الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا المعروف اختصارا ب"داعش" تتم عبر الأراضي التركية، انطلاقا من رحلات وسفريات تتم تحت غطاء التجارة أو السياحة، وتشير عدة تحاليل أمنية خاصة بالوضع في دول المغرب العربي وشمال إفريقيا إلى أن بلدا مثل المغرب وتونس يعرف التحاق العشرات من شبابه بتنظيم الدولة الإسلامية عبر تركيا في رحلات تمت تحت الغطاء السياحي، قبل أن يلتحقوا بالأراضي السورية التي توجد تحت سيطرة "داعش". كما أن عددا من هؤلاء التحق بتنظيم إرهابي بشمال مالي وتحديدا بحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي تأسست عام 2011 بهذه المنطقة الجغرافية الساخنة، وهي الحركة التي تورطت في عدة عمليات إرهابية مناوئة للجزائر، وهي تتشكل من عصابات تهريب المخدرات بمنطقة الساحل مما جعلها الأكثر سطوة ورعبا في الجهة. وتعتبر مسارات الالتحاق بتنظيم "داعش" الأخطر بالنسبة إلى دول المنطقة، كون معظم الذين يلتحقون بالتنظيمات الإرهابية يعملون على تشكيل خلايا نائمة في بلدانهم الأصلية التي قدموا منها، مما يبعث القلق الفعلي من تزايد هذا النمط من العمل الإرهابي على ضوء تكنولوجيا الاتصال التي تسمح بالتواصل بين الملتحقين بÇداعش" في سورياوالعراق والخلايا التي يتم تجنيدها في تلك الدول دون الحاجة للتنقل أو لنقل رسائل معينة. وأدت هذه المستجدات بعدة دول إلى العمل على وضع الرحلات المشبوهة نحو الدول المجاورة للأراضي التي تسيطر عليها "داعش" تحت المراقبة المستمرة، ومراجعة قوائم السفر مثلما هو معمول به في عدة بلدان أوروبية وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تضع إجراءات جد مشددة على السفر من وإلى ترابها خشية وقوع اختراقات أمنية تؤدي إلى ثغرة تدفع ثمنها غاليا. من جانب آخر، أشارت المصادر الإعلامية إلى أن عثرة أصابت حركية الالتحاق بالتنظيم الدموي في سوريا تتعلق بالوضع الأمني والمستجدات التي تلعب في اتجاه مغاير ل"داعش" التي فقدت مواقع قريبة من الحدود السورية التركية مما عطل الالتحاق بها، حيث أكدت المصادر أن العشرات من الملتحقين بداعش من دول المغرب العربي لازالوا عالقين في الأراضي التركية بسبب حدة المعارك الجارية بين عناصر النصرة والجيش الحر من جهة وتنظيم داعش، فضلا عن الحملة الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول غربية وعربية ضد معسكرات هذا التنظيم، لكن هذا لا يعني أن التنظيم فقد تواصله بالدائرة التركية، فقد سبق أن عجل بإطلاق سراح الرهائن التركيين مما أدى بأنقرة إلى إصدار بيان عاجل نهاية الأسبوع الماضي تتبرأ فيه من انطلاق الطائرات التي تقصف "داعش" من أراضيها وأعلنت عن حيادها في حرب الغرب والشرق على التنظيم.