يواصل مسلحو جماعة "أنصار الله" أو "الحوثيون" انتشارهم المسلّح في العاصمة اليمنية صنعاء، بينما كشف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي التوجّه لتكليف رئيس جديد للحكومة اليمينة. وقال الحوثي، في خطاب على قناة "المسيرة" التابعة للجماعة إنّ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "سيكلّف اليوم شخصاً كفؤاً ومتفقاً عليه لرئاسة الحكومة الجديدة". وحذّر من أن المؤسستين الأمنية والعسكرية "مخترقتان من قبل عناصر إجرامية تعمل لمصلحة الخارج"، معتبراً أنه "لا بدّ من عملية تصحيح للأمن والجيش". يُذكر أن الرئيس اليمني سبق وكلّف مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك بتشكيل حكومة جديدة، ما أثار جدلاً سياسياً كبيراً في البلاد، وجاء الاعتراض على بن مبارك بشكل أساسي من قِبل الحوثيين وحزب "المؤتمر الشعبي"، جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح، اللذين شنّا هجوماً عنيفاً عبر وسائل إعلامهم، نال من بن مبارك شخصياً أكثر من التعرّض لقرار تكليفه. ولم ينته الجدل السياسي إلا مع إعلان بن مبارك اعتذاره عن تشكيل الحكومة، والذي قال إنّه جاء على خلفية "ترهات واتهامات عجيبة لا تستند لأي برهان، وتوزيعٍ لصكوك الوطنية والعمالة من أطراف هي بحاجة أولاً أن تثبت ولاءها لتربة هذا الوطن". من ناحية أخرى، أجبر أفراد تابعون للحراك التهامي مسلحين من جماعة الحوثي -التي تسمي نفسها جماعة "أنصار الله"- على إخلاء قلعة الكورنيش التاريخية في مدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، وذلك بعد اقتحامهم وسيطرتهم عليها لساعات أمس. يأتي ذلك في وقت نشر فيه الحوثيون ما سموها لجانا شعبية في العاصمة صنعاء تخوفا من أي هجمات. ويسود التوتر محافظة الحديدة "غربي اليمن" بعد حادثة اقتحام مسلحين من الحوثيين قلعة الكورنيش التاريخية. وقال الشيخ عبد الرحمن مكرَّم -أحد قادة الحراك التِّهامي- للجزيرة إن أفراد الحراك حاصروا وطوقوا محيط القلعة وقاموا بتأمينها بالكامل وما جاورها من أحياء شعبية، مما أدى إلى انسحاب مسلحي الحوثي بعد عملية تفاوضية سمحت بخروجهم.