أعلن أحمد بن مبارك في وقت متأخر الأربعاء اعتذاره عن قبول منصب رئيس وزراء الحكومة اليمنية، وذلك في أعقاب رفض الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام لتعيينه. وقال مكتب أحمد بن مبارك أن الأخير أعلن اعتذاره عن قبول منصب رئيس وزراء الحكومة اليمنية. وفي وقت سابق الأربعاء قال عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز، مساء اليوم الأربعاء، “أدعو الشعب اليمني للخروج غدا في صنعاء للتعبير عن حريته ورفضه الإملاءات الخارجية”. وتابع “سيرافق الخروج خطوات تصعيدية مهمة ستساهم في تصحيح الخطأ”، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل. وفي كلمته، اعتبر الحوثي، أيضا، أن الرئيس اليمني”أصبح دمية تحركها قوى الخارج كما تشاء”. ومضى قائلا إن تكليف بن مبارك، بتشكيل الحكومة الجديدة “جاء بإملاءات من السفير الأمريكي (ماثيو تولر)”، متابعا: “لن نقبل أن يكون الرئيس ورئيس الوزراء دمى تحركها القوى الخارجية”. وأوضح الحوثي: “الرئيس هادي أكد لنا أنه لن يعين بن مبارك في رئاسة الحكومة، لكنه غير موقفه فجأة بعد لقائه بالسفير الأمريكي ، وهو ما يعني أنه (بن مبارك) مرشح من السفارات الأجنبية والسفير الأمريكي تحديدا، وهذا تدخل سافر في شئون البلد”. ومضى قائلا: “نحن نريد شخصا وطنيا يمنيا يهتم بقضايا اليمن”، مضيفا: “هناك حملة داخلية وخارجية تسعى لتشويه (الثورة الشعبية)” التي قال إنها نجحت في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، في إشارة لسيطرة جماعته على مؤسسات الدولة. وأضاف الحوثي: “الشعب اليمني كله في الشمال والوسط والجنوب يعاني من المظالم ونحن سنقف مع الجميع من أجل الانصاف والعدل، وسنبقى إلى جانب الجنوبيين في أن تحل قضيتهم على أساس العدالة، وهناك مؤامرة تستهدف الجميع″. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الرئاسة اليمنية حول اتهامات الحوثي. كان الرئيس منصور هادي، كلف، أمس، مدير مكتبه، أحمد بن مبارك، بتشكيل الحكومة الجديدة، في خطوة رفضها الحوثيين على الفور. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن تكليف بن مبارك جاء تنفيذا اتفاق “السلم والشراكة”، الذي وقعه الرئاسة اليمنية وأحزاب وقوى سياسية في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، مع جماعة “أنصار الله” (الحوثي)، بعد ساعات من سيطرة الجماعة على معظم المؤسسات الحيوية في العاصمة، لاسيما مجلس الوزراء، ومقر وزارة الدفاع، ومبنى الإذاعة والتلفزيون. ومن أبرز بنود الاتفاق، تشكيل حكومة كفاءات في مدة أقصاها شهر، وتعيين مستشار لرئيس الجمهورية من الحوثيين وآخر من الحراك الجنوبي السلمي، وأيضًا خفض سعر المشتقات النفطية. كما رفض حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تعيين بن مبارك. ويعتقد البعض أن رفض الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام إنما يعكس عمق التنسيق بين الطرفين. وفي وقت سابق، أصدر المكتب السياسي في جماعة “أنصار الله” التابعة للحوثيين بعد الإعلان عن تعيين بن مبارك: “نرفض بشدة هذا التعيين الذي لا يتوافق مع الإرادة الوطنية كما أنه لا يلبي إرادة الشعب”.