وضعت السلطات الجزائرية تعزيزات أمنية مشددة على المنشآت النفطية والقاعدية تزامنا مع الأحداث الجارية في تونس وليبيا، حيث أعطت القيادة العسكرية تعليمات بتأخير الترخيص لجنود قوات الأمن المشتركة المنتشرة عبر الشريط الحدودي، وكذا تخفيف العطل المرضية وذلك في إطار الخطة الأمنية الخاصة بتأمين المناطق الحدودية المشتركة، وتعزيز تأمين المنشآت القاعدية التي تم تدعيمها بإجراءات جديدة لحمايتها من اعتداء إرهابي محتمل كما وقع في تيڤنتورين وربطها بنظام الإنذار المبكر ضد العمليات الإرهابية. وعززت قوات الأمن المشتركة من عمليات تأمين المنشآت القاعدية في الجنوب تخوفا من أن تستغل الجماعات الإرهابية الأوضاع في تونس وتسلل إلى الجزائر، حيث تسود مخاوف من توغل تنظيم داعش في عمق التراب الجزائري لاسيما بعد أن نبه ناردينو ليون، نهاية الأسبوع الماضي، إلى انتشار عناصر تنظيم "داعش" في ليبيا. وقال إن هناك تقارير تفيد بأن بعض المجموعات الإرهابية التابعة ل«الدولة الإسلامية في العراق والشام"، بدأت تتحرك في منطقة شمال إفريقيا، لذا "علينا العمل على عزلها ومحاربته" وتعكس هذه المعطيات والتقارير التدابير الأمنية التي وضعتها السلطات الجزائرية لحماية المنشآت القاعدية وذلك للتصدي لأي محاولات تسلل للعناصر الإرهابية ودرء مخاطر الإرهاب لاسيما أن تقارير استخباراتية أكدت أن بعض المجموعات الإرهابية التابعة ل"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، بدأت تتحرك في منطقة شمال إفريقيا كما أن دخول داعش ليبيا يعني أن مخاطر التهديد على الجزائر تبقى واردة من خلال الحدود. وأضافت المصادر أن التعزيزات العسكرية في الحدود شملت أيضا الموقع الحيوية والمنشآت النفطية التي تم عرفت تشديد الرقابة على محيطها وتأمينها بشكل أكبر، كما تم اعتماد إجراءات جديدة لسد أي ثغرات قد يستغلها الإرهابيون مثلما جرى في عملية تيقنتورين من خلال تغيير نظام التحقيق الأمني المتبع قبل تعيين أي مستخدم جديد في شركات النفط أو شركات الخدمات الملحقة بها، خاصة أنّ الإرهابيين استغلوا هذه الثغرة واعتمدوا على معلومات دقيقة قدمها لهم عمال سابقون في منشأة تيڤنتورين، وبدل من إجراء تحقيق واحد قبل تعيين أي مستخدم جديد، تقرر بناء على توصية أمنية أن يخضع كل العمال لإجراءات تحرٍ تتواصل طيلة فترة عملهم في شركات النفط وبعد مغادرة هذه الشركات، وتقرر إنشاء قاعدة بيانات وطنية أمنية تضم هوية وسيرة كل العمال والموظفين الجزائريين والأجانب في شركات النفط. كما تم مؤخرا ربط عدد من المواقع النفطية والحقول بنظام الإنذار المبكر ضد العمليات الإرهابية، وهو ما وصفته المصادر بالإجراء الأهم المتخذ لمنع تكرار هجوم تيڤنتورين. ويشمل النظام عمليات مراقبة مكثفة من الجو بطائرات عسكرية للصحراء القريبة من قواعد النفط، ونظام آخر للمراقبة يعتمد على الأسطول الجوي لشركة سوناطراك، ويتم تحريك نظام الإنذار في حالة اكتشاف أية عملية تسلل إلى المحيط الأمني. ويعزّز هذا النظّام ما تقوم به قوات الجيش التّي زادت من انتشارها في مواقع قريبة من المراكز الصناعية والحقول الأهم، والتي تضم أكبر عدد من الأجانب في الجنوب في إجراء أمني إضافي.