رفض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" طلب المملكة المغربية بتأجيل نهائيات كأس الأمم الأفريقية "المغرب 2015"، بسبب المخاوف من انتشار فيروس "إيبولا"، الذي حصد آلاف الضحايا في عدد من دول غرب القارة السمراء. وذكر الاتحاد الأفريقي في بيان أصدره الاثنين، أن اللجنة التنفيذية للكاف قررت بالإجماع، خلال اجتماعها في العاصمة الجزائرية الأحد، "الإبقاء على البطولة في التواريخ المتفق عليها أصلاً"، وهي من 17 جانفي، إلى 8 فيفري 2015. وأشار البيان إلى أن قرار اللجنة التنفيذية، بشأن طلب وزارة الشباب والرياضة المغربية بتأجيل البطولة، جاء استناداً إلى عدد من الأسباب، منها: 1 - منذ بداية الأحداث وتفشى فيروس إيبولا، تصرف الاتحاد الأفريقي وفقاً لمبدأ "الحيطة لحماية الأرواح"، بالتقييد الصارم لتوصيات منظمة الصحة العالمية، وتمت معاقبة "البلدان المتضررة بشدة من هذا المرض"، بالإيقاف من جميع مسابقات الكاف، وهي ليبيريا وسيراليون وغينيا، وذلك بمنع إقامة مباريات كرة القدم، والتي تؤدي إلى التجمعات الجماهيرية، ويمكن أن تسهل من انتشار الفيروس. وكررت منظمة الصحة العالمية توصياتها للاتحاد الافريقي، بتاريخ 14 أكتوبر 2014، وأعادت تأكيدها في بيان صحفي، لم يوصي بإلغاء الاجتماعات الدولية، والتجمعات الجماهيرية في بلدان أخرى غير المتضررة. 2 - طبق الاتحاد الأفريقي هذا الشرط على جميع الاتحادات الوطنية، للامتثال بالبروتوكولات الصحية التي تحددها منظمة الصحة العالمية، سواء من البلدان المتضررة من هذا الوباء، ولدى وصوله إلى البلدان التي تستضيف المباريات. بالإضافة إلى ذلك، من خلال التطبيق الصارم لمتطلبات منظمة الصحة العالمية، والسلطات الصحية في ناميبيا، انتهت لتوها في 25 أكتوبر بطولة الأمم الأفريقية للسيدات 2014، دون أي حادثه صحية. 3 - من بين الدول الثلاث حيث ينتشر الوباء، تحتفظ فقط غينيا بفرصها في التأهل لنهائيات 2015، وعلاوة على ذلك فإن غينيا تستضيف مباريات الإياب الخاصة بها في الدار البيضاء، والتزمت بالبروتوكولات الصحية الصارمة التي ينفذها المغرب، ولم تظهر حتى الآن أي عيوب. ووجه الاتحاد الأفريقي الشكر إلى حكومة المملكة المغربية، لما وصفه ب"لتضامن الذي أظهرته مع البلدان المتضررة بشدة، من خلال المساعدة، والتي تعد علامة مميزة، بالتحرك واستضافة منتخبات غينيا (سواء تحت 17 سنة، أو المنتخب الأول)، في الدار البيضاء." 4 - المغرب، البلد الذي لم يتم اكتشاف أي حالات فيروس إيبولا بها، يستضيف في الأسابيع المقبلة، وقبل أيام قليلة من نهائيات 2015، بطولة كأس العالم للأندية، والتي يشارك بها واحدة من البلدان التي تم تحديد حالة مصابه بها بالإيبولا، وهي إسبانيا. من ناحية أخرى، فإن عدد المشجعين الأجانب المتوقع في ملاعب بطولة كأس العالم للأندية، هو أعلى بكثير مما هو متوقع بالنسبة لبطولة "أورانج 2015." 5 - اتسع نطاق أجندة الكاف على مر السنين ليعتمد 11 مسابقه. وإن أي تغيير في توقيت الأحداث يكون ضاراً لبقية جدول الأعمال، بما في ذلك بطولة الأمم الأفريقية، المقررة في جانفي لعام 2016 في رواندا، والتي يؤكد كاف على إقامتها في موعدها المحدد سلفاً. 6 – الكاف لديه أيضاً الحاجة الملحة إلى احترام الأجندة الدولية كما وردت من قبل الفيفا، والتي ضمنت لها إطلاق سراح اللاعبين من الأندية الأجنبية هؤلاء اللاعبين الذين يمثلون أغلبية المنتخبات الأفريقية، والتي تساعد على انتشار كرة القدم الأفريقية. واختتم الاتحاد الأفريقي بيانه بالقول إن "التزام الكاف بتعهداته، والحفاظ على المواعيد التنافسية، سمح ببناء علاقة صحية مبنية على الثقة مع الاتحادات الوطنية، والسلطات، والجمهور، والشركاء التجاريين، وجميع المنظمات الرياضية الدولية الأخرى." ومنح الكاف مهلة أمام الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتوضيح موقفها من استضافة البطولة، في موعد لا يتجاوز 8 نوفمبر الجاري، وهو الموعد الذي ينطبق أيضاً على الاتحادات التي ترغب في تنظيم المسابقة، في المواعيد المتفق عليها، وسوف تعقد اللجنة التنفيذية اجتماعاً بالعاصمة المصرية القاهرة، في 11 من الشهر الجاري، لاتخاذ القرار النهائي بشأن البطولة القارية.