اختلف الناشرون الجزائريون في تبرير معايير اختيارهم العناوين التي يقدمونها إلى القارئ والتي تراوحت بين الخط الافتتاحي للدار ومتطلبات السوق وكذلك الدعم المرصود للناشرين. واعتبر بعض الناشرين الجزائريين المشاركين في الطبعة ال19 ل"معرض الجزائر الدولي للكتاب"، أن القارئ لا يحدد وحده توجهاتهم التي تخضع لعدة عوامل على غرار التكلفة ومجال التخصص. وترى أسيا علي موسى من منشورات" ميم" أن المعيار الوحيد الذي يحكم خيارات "ميم "هوخط الافتتاحي وتضيف "لوكنت أتوجه إلى الكتاب الذي يطلبه القارئ لكان توجهي نحو الكتاب المدرسي وغيره". وتصر علي موسى أن القارئ لا يوجه خياراتهم, بل يسعون لايجاد قارئ لمنشوراتهم بدل الخضوع إلى ما يطلبه السوق، مشددة على أن منشوراتها "وضعت ومنذ البداية توجها أدبيا ومعرفيا لتسلكه ومازالت تحافظ عليه". من جهة أخرى اختلفت رؤية رشيد خطاب مدير منشورات "دار خطاب" معتبرا أن العامل الذاتي بالنسبة لي ككاتب وقارئ يحدد بصورة كبيرة خياراتي كمسير للدار، وأن هناك ما يلائم طموحاته واهتماماته ما يدفعه لتلبية صورة القارئ الذي يشبهه وفق تعبيره، ولم يخف خطاب بأن منطق السوق له دور كبيرفي خيارات النشر لديه,حيث للسوق أيضا دوره، فلا يمكن الاستمرار بلا سوق لهذا فنحن نراعي ما يطلبه وما لا يتعارض مع مبادئ دار الخطاب". وأوضح منير بن مهيدي مدير "دارجسور" أن منشوراته تركز غالبا على الكتاب الجامعي" وأن أن هناك توافقا بين خياراته ومتطلبات الجامعة. وعن خيار منشورات "أبيك"، الاهتمام بالأدب الإفريقي، حيث يقول كريم شيخ "إنه خيار غير تجاري وإنه ننشر الأدب الإفريقي إيمانا منه وليس لأنه يفتح سوقا كبيرة، "النشر هو مسار طويل ورهان وليس حالة طارئة أو صفقة سريعة، فيما واعتب حسان بن نعمان مدير "دارالأمة" أن كل المعايير تخضع للتقييم المادي لكلفة الإصدار بينما يبقى توجه الدار نحو "الكتاب الأكاديمي والفكري السياسي الذي يتماشى مع بيان أول نوفمبر"، وتعتقد آسيا علي موسى أن "النشر الذي تأتي به المناسبات يقدم دعما فعليا للناشرين" لكنها تشير إلى أن "الدعم يفترض فيه أن يكون فرصة لتقديم عناوين أخرى" داعية الناشرين إلى "تحريرا لأدب الجزائري من الإطار المناسباتي".