قبل أسبوع كنا قد فتحنا ملف الكاتب والناشر، بدأنا بالكاتب لأن إبداعه بداية العلاقة، وكان مرة يتذمر من الناشر التاجر، ومرة من الناشر الذي يأكل حقوقه المادية، ونادرا ما يقول عنه كلاما لطيفا. في هذا الأسبوع سنستمع للصوت الموازي.. للناشر كي لا نكذب الرحلة الكاملة للكتاب في الجزائر، وإلى وقت متقدم، ظل الخطاط في الزوايا المنتشرة عبر الوطن هو الناشر الوحيد، وهو يملك من الصبر ما يملك من الحبر، لأن تجربته تتفوق على كل الإسقاطات التي نريد القيام بها، لتفردها بالنبض الكامل. بعد ذلك كان الاستعمار الفرنسي، وكان الكتاب الفرنسي. في النهاية القراءة هي خلاصة العلاقات والوسائط بين الكاتب والناشر حتى ولو أضفنا المستعمر. عموما صورة المطابع الخاصة لم تتجسد إلا مع بداية القرن العشرين لدي بعض الخواص من الطبقة البرجوازية.. الزاوية العلاوية بمستغانم مثلا كانت تحوى مطبعة في ثلاثينيات القرن الماضي، عمل هذه المطابع محدود، خاصة فيما تعلق بالكتاب الوطني، لكنها ظلت مساهما في دفع العمل الوطني من خلال المنشورات. بعد الاستقلال جاءت مطابع الحزب، تلملم الجانب الخاص للحكاية بدعوى الاشتراكية، وصار النشر شريكا في الثورة الثقافية إلى جانب الزراعية، وطوال هذه الفترة لم يكن لدينا ناشرين لأن الناشر هو الدولة، كان لدينا مطبعيين. الناشر مبدع من أيام الحزب الواحد توفيق ومان، بحكم مركزه كإطار في المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، يدخل إلى عالم النشر فيقول:”حرصا مني وإيمانا بما يمكن أن يقدمه النشر للمبدعين الجزائريين من فرص التقارب مع الكتاب والناشرين الآخرين دخلت هذا العالم، في البداية أسست الرابطة الوطنية للأدب الشعبي، التي لولا وجودها لما كنت ناشراً اليوم، وبعد سلسلة من الندوات واللقاءات والملتقيات الأدبية التي تعنى بالأدب الشعبي، قررت أن أخوض تجربة الطباعة وأن أتحول من شاعر إلى ناشر. العملية لم تكن بالسهلة ولا بالصعبة، لأنني كشاعر لدي قناعاتي الخاصة تجاه المبدعين الشباب، لذلك فقط وجدت أنه من منطلق التجربة الخاصة بي، والتي مررت بها كمبدع يحلم دائما أن يرى أعماله قد وصلت إلى أكبر شريحة ممكنة، وضعت الأسس والقواعد التي أسيّر بها النشر في الرابطة وقدت لحدّ الآن العديد من الأسماء الأدبية في مختلف الفنون كشعر، المسرح، الدراسات، القصة، الرواية، والترجمة إلى الساحة الأدبية عندنا، سأفخر كناشر وكشاعر قبل كل شيء بهم في المستقبل حين يعتبرون تواجدهم في الساحة الأدبية كان بفضل الخطوة الأولى التي قدمتها لهم من خلال الإيمان بتجاربهم وتقديمها للقارئ..”. وعليه ينسف لنا توفيق ومان النموذج الذي نريد، هو شاعر أيضا.. كنا نريد نموذج العامل السابق في مطابع الحزب، عندما فتح المجال وصارت المؤسسات الخاصة تملأ الدنيا، كيف قدم هذا العامل وكيف يتعامل مع الناشر؟ هل ظل يتعامل بعقلية الحزب الواحد، هل صار متفتحاً، هل شفيّ من خوفه..؟؟ للأمانة، كثيرون هم الذين خرجوا من عباءة مطابع الحزب، وأسسوا مطابع خاصة هي الآن قوام عملية النشر في الجزائر لكنهم ظلوا في الجانب المطبعي فقط، غالبية دور النشر لا تملك مطابع خاصة إلا القليل، والأغلبية تتعاقد مع مطابع خاصة، أصحاب المطابع هم الحلقة التي نبحث عليها، فيهم من صار ناشرا وطابعاً، وفيهم المطبعي فقط. يتابع ومان فيقول:”إنه شعور جميل أن تكون مبدعا وناشرا في ذات الوقت، لأنك تمحي فكرة النشر للأسماء المكرسة في السابق، وأنت بهذا تلغي الأسماء المكرسة في عالم الطباعة، ليس لأنك لا تؤمن بما قدمه هؤلاء، بل لسبب بسيط هو أنك تفكر دائما أنك قبل أن تصل إلى ما وصلت إليه اليوم في الساحة الأدبية كان بفضل إيمان ناشر غيرك.. بك، ثم إن فكرة النشر بالنسبة لي كمبدع،وعالم بخبايا الكتاب والطباعة، تعني أن نكبر معاً” الدخول إلى النشر من باب النضال التاريخي توفيق ومان صورة جميلة تجمع بين المكانيين، كما ستسميه رشا الأمير فيما بعد، لكن تجربته متأخرة وكذلك تستند إلى تجربة سابقة في عالم الطباعة. جيل أكثر وعياً كان قد تصدر فعل النشر نهاية التسعينيات، في مرحلة حرجة من تاريخ الجزائر، كان قد توقف فيها حتى النشر الحكومي، ناهيك عن النشر الخاص وربما هو التحدي. يقول بشير مفتي:”دخلت النشر من ساحة النضال الثقافي وكان التحدي أن ننشر للأصوات الجديدة التي كانت مرفوضة ومقموعة من طرف الأجيال التي سبقتها، والتي تمكنت من نشر أعمالها في مرحلة السبعينيات والثمانينيات على حساب الدولة ثم بعد ذهاب الاشتراكية وحل كل الشركات الوطنية للنشر، وجدت نفسها هي الأخرى بدون نشر، ولكن بقي حضورها ماديا من خلال ما نشرته من قبل وبالتالي كانت تمثل شرعية مادية على حساب غياب الجيل الجديد حينها، والذي كان له حضور رمزي فقط من خلال النشر بالجرائد أو قراءة النصوص في الملتقيات الأدبية”. إذن نحن في فترة عصيبة، لكن لولا التفتح السياسي ما برزت جمعية الاختلاف التي يتحدث باسمها الروائي بشير مفتي، الجمعية جمعت في الغالب كتاب وروائيين، كذلك جمعت آسيا موساي وهي مهتمة بعالم النشر، طبعا الآن صارت ناشرة لكنها الاستثناء لأنها ليست كاتبة. وسط هذا هل هذا الانطلاق صحيح، هل المبدع عندما يتحول إلى ناشر يفهم على المبدع بسرعة بالتعبير الدارج؟ أم أن ذلك سيطرح أمامنا حساسية المبدع أمام المبدع.. في الحقيقة لا أعرف، لذا من الأفضل أن نواصل حديث بشير مفتي:”في تلك الفترة كان النضال الثقافي أن نبدأ في نشر هذه الأعمال ولكن وفق خط معرفي وأدبي معين، أي كان رهاننا من البداية في جمعية الاختلاف على أن نشكل صوتا حديثا وليس جديدا معاصرا لنا فقط، أي كتابة تقوم على موقف حداثي من الوجود في مرحلة كنا لا نزال نعاني فيها من ويلات الأصولية الدينية وغياب الدولة عن الشأن الثقافي”. ولكن ما هي العلاقة بين الكاتب ومنشورات الاختلاف يا بشير؟ يؤكد بشير مفتي: ”من الصعب أن تقيم علاقتك بمن تنشر له، خاصة إذا كان عددهم كبير كما بمنشورات الاختلاف، أي يتجاوز 200 كاتب على مدار أكثر من 14 سنة، ولكن هناك من تتميز العلاقة بينك وبينهم بالثقة التامة والفهم العميق للدور الذي يقوم به الناشر ولأهمية الكتاب الذي يتم اختياره للنشر، فنحن لا ننشر لأي أحد ولا نقبل أن ننشر لكل من هب ودب، وهناك من يعرضون دفع نفقات الكتب التي يرغبون فقط أن نضع عليها اسم الاختلاف، ولكننا نرفض، فالنشر يبقى مسؤولية أمام الذات وأمام القارئ وأمام التاريخ. علاقة الناشر مع الكاتب يجب وضعها في سياق ثقافي غير منتظم، غير واضح، وغير مرسوم الاتجاه نحو ما نريده ولهذا فهي متزعزعة من الطرفين، ولكن عليها مستقبلا أن تبنى على الثقة بالدرجة الأولى وأن يفهم الكُتاب أنه ليس بكتاب يمكن أن يصبح الكاتب ميليونيرا والسحب لا يتجاوز في أحسن الأحوال ألف نسخة وهو لم يتجاوز الألف نسخة لأسباب موضوعية مرتبطة بضعف التوزيع، قلة المكتبات، عدم التشجيع على القراءة في المدارس وغيرها. ولهذا الطريق لا زال طويلا حتى نصل لفك عقدة غياب الثقة بين الطرفين، وقد يحدث هذا عندما ننظر للنشر كجزئية من مشاكل كثيرة تعاني منها الثقافة الجزائرية حاليا، والتي تحتاج لتأمل نقدي جاد وصريح”. بعد هذه الطفرة الخاصة التي قامت بها جمعية الاختلاف تتدخل الدولة من جديد وتقدم المساعدة للناشر، وبالتالي عيون أخرى على الإبداع، لكنها ليست حباً في الإبداع، قبل أن ندخل هذه المرحلة في كرونولوجيا النشر والناشر، وليس النشر والإشهار في الجزائر، نستمع لبشير مفتي وهو يقدم لنا مفتاح هذه المرحلة. الدخول إلى النشر من باب المواسم الوزارية بشير مفتي:”لقد تعجبت مثلا من أن دار نشر القصبة، المتخصصة في مذكرات الوزراء والعسكر وكتب التاريخ وكتب الشبه المدرسي، تسارع فجأة لنشر الشعر عندما يكون هناك دعم من وزارة الثقافة، أي دعم مادي، بينما لم تنشر في حياتها ديوانا شعريا على حسابها. ولهذا أتساءل أيضا لماذا أعطي الدعم لمن لم يناضل من أجل الكتاب الأدبي ليوم واحد في حياته، أو على الأقل لماذا لم تحترم وزارة الثقافة اختصاصات كل دار نشر، فيما يخص الدعم المادي. و”القصبة” ليست استثناء ولكنني ذكرتها لأن مسؤوليها كانوا يرفضون نشر النصوص الأدبية بالعربية لأنها لا تقرأ، ولكن بالدعم يمكنهم نشر كل شيء.. هناك دور نشر عندنا لا تهتم كما قلت حتى بما يطلبه القارئ والمجتمع، أي هدفهم منفعي محض ومادي فقط، وهذا من حقهم طبعا، لأن النشر تجارة كذلك، وأن الكتاب يكلف مالا لطبعه وإنجازه، وهي حقيقة لا يجب إغفالها دائما، لكنهم يشكلون للأسف الأغلبية بالجزائر، ولهذا يصعب حتى الاقتراب منهم أو التعاون معهم في رؤية مشتركة لرفع مستوى النشر ببلادنا”. إذن.. بعد هذا المسار نصل مرحلة دعم الكتاب من الدولة، أين صار في الجزائر أكثر من 300 ناشر في ظرف قياسي، كلهم يقدمون كتبا أدبية وشعرية بعدما كان الجميع يؤكد أنها كتب لن تباع، هذا الانتشار أكد مرة أخرى على وجوه الذين يجيدون ركوب الموجة لا غير، لأنك في خضم هذا ستعرف خصوصيتهم المناسباتية لا غير. الناشر والبحث عن العلاقة الإنسانية في جانب آخر، هناك الناشر الهادف الذي لا يلمع لك شيء، وهو مرة أخرى مبدع، آسيا علي موسى، كاتبة قصة أيضا:”من بين أهم القضايا التي نجدها في واقع النشر عامة، العلاقة بين الناشر والكاتب، بالإضافة إلى قضايا أخرى شائكة كالطباعة ومشاكلها، والدعاية والتوزيع، والقراءة أيضا. العلاقات الثنائية إجمالا تستند في نجاحها إلى عنصر الوضوح والتفاهم والتكامل. كذلك بالنسبة للعلاقة بين الناشر والكاتب، فهي علاقة تكاملية تلتقي فيها الرؤى والمصالح. فلا وجود لأحدهما دون تحقق الطرف الآخر. ولنجاح العلاقة لابد من توافق الأهداف والمصالح والتأسيس لعلاقة إنسانية قوامها أخلاقي، وأن تحصنّ بإطار قانوني توثيقا لما لكل منهما على الآخر تفاديا لأي لبس أو تضارب وصراع أو اختلاف” هنا تضع آسيا علي موسى اليد على الجرح، هل من قانون للكتاب واضح وصريح في الحقوق والواجبات؟؟ آسيا علي موسى:” فيم يخص علاقتي بالكتاب أعتقد أنها طيبة - مودة ورحمة - وأنهم يتحملون معي مشاكل ومتاعب ونقائص الدرب الصعب، وأننا نشكل وحدة متكاملة، وهذا يمنحنا معا رغبة في تجاوز النقائص والمضي قدما في تبادل الخبرات والمعارف وتجاوز المعوقات والسعي المشترك لانجاز شيء له معنى في عالم النشر بدل تبديد الطاقات في الصراعات وأنا سعيدة باكتساب صديق -ة- مع كل قلم ينضم إلى فضاء الميم”. تقول آسيا أيضا إنها كلما طبعت كتابا ما تشعر بالنصر.. وربما هذه هي بالضبط عقلية المبدع عندما يصير ناشرا، سوف لن يجيد ترتيب بيت الفاتورات جيداً. الحكاية على حالها إلى يوم الدين عربيا هل الأمر واحد..؟؟ طبعاً التفاوت في عمر دور النشر هذا لوحده يجعلنا أمام تجربة أكثر نضجاً.. كذلك القانون الخاص بالحماية الفكرية وعمر تداوله، الناشر كذلك يتمتع بصفات معينة، غالبا ما يأتي الناشر من الترجمة، أو من الإبداع، وهو في العموم إرث عائلي تجاوز المصاعب والأجيال إلى يوم الدين. نذكر هذا التعبير حتى نقدم نموذجنا العربي لناشرة حديثة، وهي رشا الأمير عن دار الجديد، التي بدأت رحلة النشر مطلع الألفية الثالثة فقط، وهي صاحبة رواية ”يوم الدين”. تقول عن وجودها في ضفة الكتاب وضفة الناشرين:”من المكانين أنظر إلى العالم؛ وباسم المعشرَين، معشر الناشرين ومعشر الروائيين أصدر، فلا أخشى على موقعيّ من الإغتياب. يتمنّى كلّ كاتب يستحقّ هذا اللقب أن تُخدم كتبه أجلّ خدمة من قبل ناشره وقرّائه، وهذا ما يستحيل تطبيقه والكتب لم تكن يومًا من أولويّات أمّتنا المنكوبة. علّمتني تجربتي في مضماري القراءة والكتابة العربيين أن اللامبالاة بالقارئ وبالنوعية هما واحدة من سمات المعشرين. حفنة من الكتّاب يحترمون مخطوطاتهم ويسلمونها مستوفية الشروط إلى الناشر، مصرّين على مراقبة ”المسودات” الأخيرة ومهرها بتوقيعهم وحفنة من الدور الناشرة تتعاطى مع مهنة الحرف بمهنيّة عالية. لذا، فكثيرة هي الكتب الصادرة بالعربية غير المستحقّة هذا الاسم. فسقف التطلب منخفض لا بل منهار على غرار انهياراتنا الأخلاقيّة، وبالطبّع ما من مُسائل وما من شاك! فالكتب، جيّدة كانت أم رديئة، سواسيّة في عين مستهلكيها الرازحين تحت ألف همّ معيشي وهمّ.. وبكلّ الأحوال فالكتاب ليس دواء ولا سيّارة ولا حاسوبًا، ومقاييس الجودة والأمان قلّما طبّقت عليه في عالمنا العشوائي البعيد كلّ البعد عن الترف”. تعود رشا الأمير إلى إشكالية القراءة.. وحتى النشر الإلكتروني الذي سيحمل النشر إلى محك لا نعلم نهايته فتؤكد:”مسكين وضع الكتاب في أمّة ”إقرأ”، ومسكين الكاتب الظانّ أن دور النشر مؤسسات ترويجيّة يمكنها المساهمة ببناء نجوميّته و تسويق كتبه في المعارض وأشباهها التي تقام في الحواضر والدساكر ومسكين الناشر المستقل الحالم بكتاب يحترم عقل وذوق قرّائه. الكاتب والناشر والقارئ وجوه لعملة واحدة ومرآة تعكس أوضاعنا، وأوضاعنا على ما هي عليه.. فمن نلوم يا ترى؟ أرى أن نلوم أنفسنا وأن نخضعها صباح مساء لكلّ أنواع المساءلة، وأن ندرّب القراء على التمييز بين الجيد والردئ وبين المبتذل والمحترم. فالكتب المؤسسة تلك التي كثيرًا ما ساهمت في تبديل وجهات الكون وقناعاته لم تكتب يومًا لإرضاء الأسواق ولم تحتج بالضرورة إلى ناشر واحد بل إلى قرّاء دافعوا عنها من خارج منطق الربح والخسارة. فصحيح أن الكتاب في عرف السوق سلعة، بيد أنّه، من وجهة نظري، إن هو مسّ الروح والعقل، كنز ينفّل الأثمان كلّها. يتبدّل العالم أمامنا بسرعة رهيبة. من سيقرأ غدًا وبعد غد وكيف؟ أسيحتاج الكاتب إلى من يسوّق أفكاره وجمله؟ أسيحتاج إلى دار نشر ورقية؟ هل للحقوق معنًى والكتب الإلكترونيّة مكدّسة وبكلّ اللغات وبالمجّان على المواقع الإلكترونيّة؟ الجرائد التي اعتدنا في السنوات الأخيرة على حللها الإلكترونية الناشرة مقالاتها على الملأ عبر الشبكة حلّت مشاكلها المالية بالتحالف مع شركات الإعلان، فهل ستتحالف دور النشر الإلكترونيّة مع من سوف يموّل نشرها المجّاني للكتب؟ أسئلة واقعية وافتراضية لا جواب شاف عليها داخل لغتنا تلك التي ظلمها أبناؤها لمّا ظنّوا أن الابتعاد عنها والتخلي عن قواميسها، هو مدخلهم إلى الحداثة.. اليابانيون وهم قرّاء نهمون باتوا ينشرون بعض الكتب الرائجة مسلسلة عبر هواتفهم النقالة.. فهل تصل إلينا موجة الكتب التلفونيّة؟ هل سيتعاون الناشرون العرب مع شركات الهواتف لنشر كتبهم؟ من يدري أي آت ينتظرنا غدًا؟ القراءة والكتابة لا شكّ باقيتان، أمّا شعاب النشر وأدواته فكل واحدًا منّا يختبر التكنولوجيا وتختبره، إذ شئنا أم أبينا، وعاجلاً عاجلاً جدًا ستملي علينا التكنولوجيّات فرائضها”. من كل ما سبق يمكننا تقدير ما يلي: - غالبية ناشرينا كتاب وينشرون لأنفسهم. - غياب علاقة قانونية واضحة بين الكاتب والناشر. - الناشر لا يملك مطبعة وإنما يتعاقد مع مطبعة، وبالتالي هناك شخصية ثالثة اسمها المطبعي.. هذا المطبعي قد يحمل سر المهنة كاملا.. - النشر الإبداعي موسمي، وهو في أحسن أحواله لا يزيد عن ألف نسخة. هناك سؤال قدمناه لمكتب الإحصاء عن رقم الكتاب التسلسلي الذي وصلت إليه الجزائر عن طريق ردمك.. لكنهم ضحكوا علينا..