الباجي قائد السبسي ومنصف المرزوقي وجها لوجه في رئاسيات تونس المقبلة؟ تواجه تونس تهديدات جدية باستهداف عدد من المترشحين للانتخابات الرئاسية قبل 11 يوماً عن موعد الاقتراع، حيث ألغى رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر ومرشحه للانتخابات الرئاسية في تونس، سليم الرياحي تجمعات انتخابية بعدما تلقى مراسلة من مديرية الأمن بوجود تهديدات مباشرة تستهدف حياته. فيما زادت وزارة الداخلية التونسية من احتياطاتها عبر الحراسة المشددة لعدد من المرشحين،وفي مقدمتهم زعيم حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي الذي تلقى الأسبوع الماضي تهديدات، كما تم إقرار حراسة أمنية مشددة لباقي المرشحين. وأعلنت 6 أحزاب سياسية تونسية عن قرارها دعم ترشح المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الحالي في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تونس في ال23 من الشهر الحالي. وبهذا القرار تكون صورة المنافسات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية في تونس قد بدأت تتضح وباتت تسير بخطى حثيثة نحو استقطاب ثنائي يضع الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس والمنصف المرزوقي الرئيس التونسي الحالي وجها لوجه، وهو سيناريو منتظر من خلال متابعة الخطاب السياسي الذي سوقته الحملة الانتخابية لكلا الطرفين. ويعد هذا المؤتمر الصحافي الذي عقدته الأحزاب السياسية الستة ردة فعل أولية بعد اتهام حركة النهضة بتمهيد الطريق أمام الباجي للوصول إلى قصر قرطاج بعد اتخاذها موقفا محايدا تجاه كل المرشحين. ولم يلقَ موقف النهضة مساندة كاملة بين أعضاء مجلس الشورى، وكذلك من قواعدها التي تميل نحو مساندة ترشح المرزوقي.وتمسكت أحزاب التيار الديمقراطي (يرأسه محمد عبو) والمؤتمر من أجل الجمهورية (عماد الدايمي) والبناء الوطني (رياض الشعيبي - قيادي سابق في حركة النهضة) وحزب الإصلاح والتنمية (محمد القوماني) والحركة الوطنية للعدالة والتنمية (مراد الرويسي) وحزب البناء المغاربي (نور الدين الختروشي)، بمبدأ دعمها ترشح محمد المنصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية. وأكدت قيادات تلك الأحزاب في مؤتمر صحافي عقد يوم أمس في العاصمة التونسية أنها شرعت في تشكيل جبهة لدعم حملة المرزوقي في الانتخابات الرئاسية. وعلى صعيد آخر، أكد التقرير السنوي لمعهد "كويليام" البريطاني، المختص في مكافحة الإرهاب والتطرف، أن تونس تتصدر قائمة البلدان المصدرة للمقاتلين، من المتشددين دينياً الى بؤر التوتر، خاصة في سوريا.وأشار التقرير الذي نشرته إلى أن عدد المقاتلين التونسيين تجاوز الثلاثة آلاف إرهابي. كما تطرق التقرير إلى ما سمّاها ب"جاذبية" الحركات السلفية وقدرتها على استيعاب الشباب العربي.وجاء التقرير الجديد تحت اسم "داعش": الوجه المتغيّر للجهادية الحديثة"، وتناول ما قال إنه جاذبية هذا التنظيم للجهاديين الأجانب، كما قام بمقارنة بينه وبين تنظيم "القاعدة".كما تناول التقرير بالدراسة، البراعة التكنولوجية التي يتميز بها تنظيم "داعش"، ويتفوق بها على "القاعدة" من خلال إصداره برنامجاً خاصاً به للتواصل بين أعضائه ويمكن تنزيله من "غوغل ستور"، قبل كشفه وحذفه من لائحة البرامج التي يمكن تحميلها على الهواتف الذكية. وأشار أيضاً الى الدعم الذي تحصل عليه "داعش" من شبكة واسعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ما يسمح في بسهولة وصول إصدارت التنظيم إلى أكبر عدد ممكن من متصفحي شبكة الانترنت.وقد اعتمد معدو التقرير الذي يتألف من 71 صفحة على معلومات قدمها مسؤولون غربيون معنيون بملف الجماعات المتشددة، إضافة إلى مقابلات مع باحثين في هذا المجال. وتضمن التقرير أحدث حصيلة لعدد الجهاديين الأجانب الذين يقاتلون حالياً في سوريا والعراق، بحسب معلومات المركز الدولي لدراسة التشدد والعنف السياسي، وهي حصيلة تقدر ب163372580. وشهدت تونس خلال سنتي 2012 و2013 عمليات انتدابات واسعة، شملت آلاف الشباب من الذين تم تسفيرهم في رحلات منظمة للجهاد.وتمت هذه العملية بمشاركة قيادات سلفية تنتمي لحركة "النهضة" الإسلامية الحاكمة آنذاك. وقد ضمت هذه "القوافل الجهادية" أيضاً، تسفير أعداد كبيرة من الفتيات، ضمن ما أصبح يعرف ب"جهاد النكاح".وقد تنامي أعداد التونسيين المجندين للقتال في سوريا وغيرها من بؤر التوتر في العالم، حيث أشارت العديد من التقارير الإعلامية والاستخباراتية الى أن أعدادهم في ارتفاع، ما يجعل من تونس "بلداً مصدراً للإرهابيين". وفي هذا الإطار، أكدت دراسة قام بها "المعهد البريطاني للدفاع" أن عدد المقاتلين التونسيين في سوريا يتراوح عددهم بين 3 و4 آلاف مقاتل.