يعيش سكان قرى الدشمية التابعة لدائرة برج اخريص الواقعة اقصى جنوب ولاية البويرة ظروفا مزرية جراء نقص المرافق الضرورية وعلى رأسها المياه الصالحة للشرب، غاز المدينة، شبكة التطهير والتهيئة العمرانية وغيرها الأمر الذي دفعهم للمطالبة بالتفاتة من المعنيين تخرجهم من العزلة التي يتخبطون فيها. وقد عبر ليومية "البلاد" الكثير من سكان بعض القرى على غرار قرية أولاد لعلام الواقعة على بعد 12 كلم عن مقر بلدية تاقديت. عن استيائهم من الوضعية التي اصبحوا يعيشونها منذ عقود من الزمن في ظل اتساع رقعة الفقر والبطالة وتدني القدرة الشرائية، فهم يجدون صعوبات في الحصول على قطرة ماء في عز الشتاء اعتمادا على وسائلهم الخاصة حيث يصل سعر الصهريج الواحد الى 1000 دج مما زاد في معاناتهم دون ان ننسى انعدام شبكة التطهير بهذه القرية التي تعرف توسعا عمرانيا وازديادا في عدد السكان، دون ان ننسى غياب التهيئة العمرانية التي زادت في عزلتهم حيث ذكر هؤلاء السكان أن هذه القرية في حاجة الى تهيئة عمرانية كون مساكنها متناثرة وفي حاجة الى طرق و شوارع تربط بين التجمعات السكانية لاسيما أن الوضعية تزداد سوءا بعد تساقط الامطار مما يحول دون تنقل السكان من منطقة الى أخرى الأمر الذي يتطلب الإسراع في وضع رمال الوادي بين هذه التجمعات السكنية لفك العزلة عنهم وهو أمل هؤلاء السكان الذين يشكون من غياب النقل الريفي فهم يعتمدون في تنقلاتهم اليومية على وسائلهم الخاصة وعلى راسها السيارات المخفية المعروفة وسط السكان بالكلاندستان مقابل دفع 300 دج ذهابا وإيابا. المركز الصحي الوحيد بهذه القرية مغلق منذ أكثر من 10 سنوات حسب هؤلاء السكان لأسباب غير معروفة مما يجبرهم على التنقل خارج القرية للحصول على ابسط الخدمات الصحية كتلقيح الاطفال او فحص طبي وغيره. من جهة اخرى ذكر السكان ان كل قرى الدشمية تفتقر الى صيدليات وعيادات طبية ومنشآت رياضية وثقافية من شأنها الترويح عن السكان خاصة تلاميذ المؤسسات التربوية الذين هم في حاجة الى قاعات للمطالعة أو مراكز ثقافية لتوسيع مداركهم او مراجعة دروسهم . أما أكبر انشغال هؤلاء السكان فيتمثل في صعوبة الحصول على قارورة غاز البوتان التي كثيرا ما تلتهب أسعارها سيما في فصل الشتاء. فهم يلتمسون من السلطات المعنية تخصيص اعتمادات مالية لتوفير غاز المدينة لإعفائهم عناء البحث عن قارورة غاز البوتان التي يتضاعف سعرها ليتجاوز عتبة 400 دج متحملين تكاليف النقل وحتى الظروف المناخية. وفي ظل هذه الوضعية فإن سكان قرى الدشمية ينتظرون التفاتة من الجهات المعنية وذلك بتخصيص مشاريع تنموية للمساهمة في تحسين ظروفهم المعيشية خاصة أن هذه القرية قدمت أزيد من 30 شهيدا إبان الثورة التحريرية المظفرة منهم 8 مفقودين إلى حد الآن.