يحل اليوم، الوزير البريطاني المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا طوبياس الوود ام بي، بالجزائر في إطار زيارة عمل تستمر يومين، تأتي في سياق المشاورات السياسية المنتظمة بين الجزائر والمملكة المتحدة، حسب بيان وزارة الخارجية أمس، فيما توقع متتبعون أن يطغى الجانب الأمني على هذه الزيارة، خصوصا أنها تزامنت مع إعلان وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، عن أن بلادها تواجه أكبر خطر إرهابي على الإطلاق منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة، كاشفة عن مخطط إرهابي لشن هجمات على بلادها خلال هذه الفترة، وأكدت "يجب أن نأخذ حذرنا، وستسنّ الحكومة تشريعاً جديداً لمكافحة الإرهاب، في محاولة للتصدي لمجموعة من التهديدات، خصوصاً من مواطنين عائدين من القتال مع متشددين إسلاميين في سوريا والعراق". وأصبحت الجزائر العرّاب الذي تلجأ إليه الدول عندما يتعلق الأمر بخطر الإرهاب، حيث تأتي زيارة الوزير البريطاني اليوم في هذا الصدد، بعدما أعلنت بلاده عن وجود مخطط إرهابي لشن هجمات على مواقع حساسة في العاصمة لندن وغيرها من المناطق، كما كشفت معلومات استخباراتية، عن وجود عناصر إرهابية من منطقة شمال إفريقيا، تم تجنيدها لهذا الغرض مما جعل بريطانيا تطلب يد العون من الجزائر التي أصبحت تجربة يقتدى بها في مكافحة الإرهاب، حيث من المتوقع أن يتفق الطرفان على تعزيز التنسيق الأمني لإحباط هذا المخطط الذي يتوقع أن يكون الأخطر منذ الهجمات التي عرفتها الولاياتالمتحدة في 2011، مما أثار مخاوف المملكة من أن يكون لأبنائها المجندين ضمن تنظيم داعش دور أساسي فيما تحضره الجماعات الإرهابية. كما سيجري طوبياس الوود محادثات مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل حول "حالة التعاون الثنائي في إطار الاستحقاقات المسجلة في أجندة اللقاءات بين مسؤولي البلدين، وكذا القضايا السياسية الإقليمية ذات الاهتمام المشترك خصوصا تطور الوضع في المغرب العربي ومنطقة الساحل والشرق الأوسط. وكانت الشرطة البريطانية قد كشفت أول أمس، عن إحباط 4 أو 5 مؤامرات إرهابية خلال هذه السنة، مؤكدة تزايد المخاوف من منفذي أعمال إرهابية من دون الارتباط بأي تنظيم، وأوضح المسؤول في دائرة مكافحة الإرهاب ب "سكوتلنديارد" مارك رولي أن بريطانيا اعتقلت 271 شخصاً في إطار مكافحة الإرهاب هذا العام، وقدر عدد البريطانيين الذين انضموا إلى صفوف مجموعات متشددة مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش بأكثر من 500 شخص.