لم يستبعد وزير الطاقة يوسف يوسفي في أول رد فعل له بعد قرار الأوبك رفض مقترح تخفيض الإنتاج، أنه لا يستبعد أن تكون الأزمة الحالية التي مست أسعار النفط مفتعلة، دون أن يشير إلى الدول التي تقف وراء ذلك، قبل أن يستطرد في حديث له مع "الإقتصادي" السعودية ليؤكد وجود تنسيق جيد مع دول خارج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، بغية تدارك الوضع، وأضاف يوسف يوسفي في تصريح آخر لقناة "العربية" على هامش اجتماع وزراء الطاقة في منظمة الدول المصدرة للنفط، قائلا إن "الجزائر غير مرتاحة للأسعار الحالية للنفط " وأن "المشاورات ستستمر في هذا الموضوع في الفترة القادمة بين الجزائر والدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط"، دون ان يفصل على وجه التحديد إن كان قرار "أوبك" له تأثير كبير في مسألة استعادة الأسعار عافيتها أو العكس، وقد أدى قرار منظمة أوبك في اجتماعها الخميس الماضي إلى هبوط أسعار البترول إلى أدنى مستوياته في أربع سنوات، وقالت المنظمة، التي تضم 12 بلدا من بينها الجزائر، في بيان لها، إنها قررت الإبقاء على سقف إنتاجها اليومي، الذي يبلغ حاليا 30 مليون برميل بعد أزمة صمت داخل المنظمة بين فريق متكون من الجزائر، ايران وفنزويلا، يدعو لتقليص الإنتاج، واخر متكون من السعودية ودول الخليج يرفض ذلك ويفضل الإبقاء على الإمدادات والحفاظ على حصص الأسواق. ومباشرة بعد بيان أوبك، فقد برميل النفط ما يعادل 7 دولارات ووصل سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي 70.75 دولار للبرميل في أدنى مستوى له منذ جوان 2010 وتخسر بذلك الجزائر حسب التوقعات في حال استمرار نزول أسعار النفط بهذه الوتيرة، ما يقارب 40 بالمائة من مداخيلها التي تعتمد على نسبة 98 بالمائة من مداخيل المحروقات، وهو الأمر الذي دفع الوزير الأول عبد المالك سلال إلى إتباع سياسة تقشف غير معلن، حيث أكد في آخر تصريحاته خلال زيارته لقطر، أن عهد النفط في الجزائر ولى وأن الحكومة لن تعتمد على مداخيل المحروقات مستقبلا.