تحولت مظاهرة شعبية نظمها سكان حي ذراع البارود ببلدية النزلة بدائرة تڤرت بولاية ورڤلة للمطالبة بالحصول على قطع أراض وعدتهم بها السلطات المحلية منذ العام الماضي، إلى احتجاجات دامية ومميتة بين السكان وقوات مكافحة الشغب. وحسب الحصيلة الأولية لأحداث الشغب الدامية التي عاشتها بلدية تڤرت أول أمس الجمعة، التي أعلنت عنها مديرية الصحة لولاية ورڤلة يوم أمس، فقد لقي شابان مصرعهما عقب هذه الأحداث، ويتعلق الأمر بالشابين تومي مفتاح، 24 عاما، ونور الدين مالكي، 20 عاما، إضافة إلى جريحين حالتهما خطيرة جدا من بين حوالي 50 جريحا. الضحيتان توفيتا على الفور، بعد إصابة الأول برصاصة في الرأس والثاني برصاصة في القلب، فيما نقل الجريحان الآخران على جناح السرعة إلى مستشفى الوادي وقسنطينة على التوالي لتلقي العلاج. وكان سكان حي دراع البارود ببلدية النزلة، قد قاموا بتصعيد احتجاجهم بعد تجاهل السلطات المحلية لمطالبهم، حيث أقدموا على قطع الطريق الوطني رقم 03 الرابط بين دائرة تڤرت و مقر ولاية ورڤلة بالحجارة وإشعال النيران وحرق العجلات المطاطية ونصب خيمة وسط الطريق، كما رفعوا خلالها العديد من مطالبهم التي تخص تحسين ظروف معيشتهم بالحي، خاصة ما يتعلق بربط الحي بالمياه الصالحة للشرب وتوفير مناصب شغل للبطالين، وتعبيد الطرقات وتوفير الإنارة العمومية، إضافة إلى مطلبهم الرئيسي المتمثل في الحصول على القطع الأرضية. وحسب آخر التقارير المتعلقة بهذه الأحداث، فإن الاشتباكات العنيفة، وقعت عندما تنقل سكان حي ذراع البارود ببلدية النزلة بدائرة تڤرت إلى مقر الشرطة للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم ال29 المعتقلين الذين تم القبض عليهم أثناء تدخل الشرطة لتفريق المتظاهرين، لتتوتر بعدها الأمور إثر إقدام بعض المحتجين على اقتحام مقر الشرطة وحرقه، لتندلع مواجهات عنيفة بين السكان والشرطة، تسببت في وفاة شابين وإصابة حوالي 50 شخصا من ضمنهم 20 شرطيا منهم 9 في حالة حرجة.