كشف مدير البحث في المناعة بالمركز الاستشفائي الجامعي لمدينة ليون الفرنسية، البروفيسور كمال صنهاجي، أن مكافحة فيروس نقصان المناعة المكتسبة "السيدا" يعتمد على سياسة الدولة، مشيرا إلى ضرورة اعتماد منظومة صحية مواكبة لتطور المرض في الجزائر، خصوصا وأن الإحصائيات الرسمية تشير إلى وجود 10 آلاف مصاب و30 ألف حامل للفيروس، من خلال إنجاز مراكز أبحاث في الأمراض المعدية وتوفير التكوين والشروط اللازمة للباحثين والأطباء لمواجهة الخطر، وحذر من خطر قادم ستواجهه الجزائر قريبا وهو فيروس إيبولا الخطير، مؤكدا أن تموقعها ضمن حلقة من الدول التي تعرف انتشار المرض يجعلها في دائرة الخطر لا محالة. وأوضح البروفسور أمس خلال استضافته بمنتدى جريدة ديكا نيوز، بمناسبة اليوم العالمي للسيدا، أن السيدا لم يعد واحدا من الطابوهات التي لا يمكن إثارتها في الجزائر لارتباطه بالعلاقات الجنسية، وإنما أخذ ينتشر بطرق أخرى، لاسيما عن طريق استخدام وسائل غير معقمة في حالة الجروح أو ينتقل من الزوج الى زوجته ومنه إلى الجنين أو الطفل، حتى أصبح يهدد مجتمعا بأكمله، حيث إن 25 بالمائة من الأطفال المولودين من أم مريضة يعانون من المرض، معلنا عن أبحاث جديدة تهدف إلى القضاء نهائيا على المرض، خصوصا وأن العلماء نجحوا في أن يحولوه من مرض قاتل إلى مرض مزمن يمكن للمصاب العيش حياة طبيعية مع تلقي العلاج. فيما يجري تجريب علاج جديد للقضاء عليه نهائيا. وأشار صنهاجي إلى أهمية الوقاية في مكافحة السيدا، من خلال تجنيد المؤسسات التربوية والمجتمع المدني لهذا الغرض، مشيرا إلى أن الجزائر توفر العلاج الموجود في أوربا ولكن لحوالي 50 بالمائة من المرضى وهي نسبة غير كافية. ولهذا يبقى التشخيص المبكر للوقاية من المرض السبيل الأنجع لمحاربة السيدا عن طريق إنجاز مراكز متخصصة، وأضاف بأن نسبة المرضى من النساء والرجال شبه متكافئة، محذرا من خطورة انتقال العدوى إلى الرضع. من جانب آخر، أكد البروفسور أن الجزائر ستجد نفسها قريبا في مواجهة فيروس ايبولا، باعتبارها محاذية لدول إفريقية تعرف انتشار المرض ودول أوربية أيضا، موضحا أن الجزائر لا تملك الخبرة اللازمة لمواجهة الأوبئة لأنها لم تعرفها من قبل، داعيا إلى ضرورة إنشاء مراكز خاصة لهذا الغرض.