اغتالت مجموعة إرهابية مجهولة العدد، مساء أول أمس، شيخا في العقد السابع من عمره وأصابت ثمانية آخرين بجروح متفاوتة بينهم شرطي تعرض لإصابة خفيفة على مستوى الكتف، وذلك في عملية إجرامية نفذّتها مجموعة إرهابية أطلقت وابلا من الرصاص بطريقة عشوائية باتجاه المصلين أثناء تأدية صلاة العشاء في حدود الساعة التاسعة بمسجد ''الرحمان'' وسط بلدية العبادية على بعد 35 كلم شمال غرب ولاية عين الدفلى. وأكدت مصادر متطابقة ل ''البلاد''، أن مجموعة إرهابية باغتت المصلين ورجال الأمن الذين كانوا يؤدون مهامهم لتأمين المصلين بمسجد ''الرحمان'' وشرعت في إطلاق النار باتجاه المواطنين ورجال الأمن، مما أسفر عن أول إصابة تعرض لها الشرطي بالزي الرسمي على مستوى الكتف ليتعرض شيخ من مواليد سنة 1936 بعدة طلقات نارية أردته قتيلا في عين المكان، ثم إصابة خمسة مواطنين آخرين بطلقات نارية متفاوتة الخطورة أخطرها تلك التي تعرض لها رجل تجاوز العقد الثالث صاحب طاولة بيع السجائر إلى إصابة خطيرة على مستوى العين، وأثار هذا الوضع حالة هلع وسط المصلين الذين بدأوا يخرجون من المسجد مما أدى إلى جرح ثلاثة مواطنين بسبب الاندفاع. ولحسن الحظ أن هذه العملية لم تُحقق أهدافها التي كانت تتوخاها الجماعات الإرهابية، وذلك عندما تفاجأت برد فعل قوي من قبل رجال الشرطة الذين كانوا موجودين في عين المكان إضافة إلى تدخل أحد عناصر الأمن بالزي المدني، الذي كان في عين المكان لحظة الحادث لمساندة زملائه، مما أخلط أوراق الجماعة المسلحة واظطرت للفرار دون أن تخلف مزيدا من الضحايا. ونقل الضحايا الذين تعرضوا لإصابات غير خطيرة على جناح السرعة إلى مستشفى سيدي بوعبيدة بدائرة العطاف فيما نقل البعض الآخر إلى مستشفى عين الدفلى، فيما تنقلت السلطات المحلية على رأسها والي الولاية إلى عين المكان للاطمئنان على الضحايا في قسم الاستعجالات. وعن تفاصيل هذا الحادث الجبان الذي أعاد إلى أذهان سكان عين الدفلى أيام التسعينيات، اختلفت روايات الشهود، فمنهم من ذكر أن الهجوم نفذه أفراد مسلحون مجهولو العدد يرتدون زيا أمنيا، كانوا على متن سيارة من نوع ''دايو سيالو'' وأطلقوا وابلا من النار دون تمييز مما خلف سقوط ضحايا معظمهم مدنيين تتراوح أعمارهم ما بين 40 و69 عاما وشرطي في العقد الثالث. وأشارت نفس الرواية شبه الرسمية أن المجموعة المسلحة عجزت في بداية الأمر عن اختراق الحواجز الأمنية التي وضعتها مصالح الأمن في إطار المخطط الخاص بشهر رمضان لتأمين سلامة وأرواح المواطنين لا سيما على مستوى الأماكن العمومية والتجمعات وأماكن العبادة، وهو الأمر الذي دفعها لفتح النار بطريقة عشوائية باستعمال أسلحة من نوع ''كلانشكوف'' باتجاه من كانوا أمام المسجد المحاذي لمقهى شعبي وعلى الفور قوبل الهجوم بتبادل إطلاق النار بين عناصر الشرطة والإرهابيين. أما الرواية الثانية، فتشير إلى أن مسلحا نزل على متن سيارة من نوع ''كليو كلاسيك'' بحوزته سلاح رشاش، وبدأ في إطلاق النار بطريقة جنونية صوب الحاضرين. هذا الوضع، استدعى تعزيزات أمنية غير مسبوقة في المنطقة لمواجهة احتمالات وقوع هجمات إرهابية أخرى في ظل ورود معلومات أمنية عن تردد مجموعة إرهابية يعتقد أنها تنتمي إلى تنظيم القاعدة، تنشط على محور العبادية إلى غاية جبال بوشيطان بتاشتة التي تتمركز فيها المجموعة بالرغم من الضربات الموجعة التي تلقاها أتباع الجماعات الإرهابية في أواخر جوان الفارط على يد قوات الجيش. كما أن هذا الهجوم المباغت يعيد إلى الأذهان تلك العمليات الإرهابية التي كانت تقع بين الفينة والأخرى في أواخر شهر رمضان خلال السنوات الماضية لاستعراض العضلات وأداء سيناريو الوقت بدل الضائع من أجل تحقيق الصدى وإبراز التواجد الإرهابي. جدير بالذكر أن الشيخ المغتال وُري التراب في جو جنائزي مهيب عصر أمس.