بات اسم بلدية حناشة، الواقعة غرب عاصمة الولاية على مسافة 30 كلم مرتبط بما يسمى وعدة ''الأربعين وليا صالحا''، الوعدة هذه التي لطالما توافد عليها المئات من الزوار من كل ربوع الوطن كولاية عين الدفلى وتيارت وغليزان ومعسكر ومستغانم وغيرها ويتم فيها القيام بعروض سحرية ومسابقات للخيل وذبح الكباش وتوزيع لحومها على الحضور، طمعا في بركة الأربعين وليا. وتحضر الاحتفالات السلطات العسكرية والمدنية، غير أن سكان هذه البلدية لم يعد يروقهم ارتباط هذه المدينة بطبوع الرقص والذبائح في صورة اختزلت معاناتهم التي سادت فيها مناظر البؤس والحرمان وبات يحتم على أبنائهم التوجه صوب حقول وبساتين وامري واسواق المدية للمتاجرة في الخضر والفواكه لتحصيل قوت يومهم. فيما اكتفت البقية الباقية بانتظار ما تجود به منحة الشبكة الاجتماعية أو عقود تشغيل الشباب لتبقى البقية في بطالة تنتظر مشروعا أو مقاولة تشّغلهم. يعاني سكان حناشة من ضعف الخدمات الطبية بقاعة الصحة الجوارية الوحيدة المتواجدة ببلديتهم جراء إنعدام الأطباء والعتاد، حيث يضطر السكان للتنقل على مسافة 10 كلم من أجل حقنة أوقياس الضغط خاصة المسنين، مع العلم أن المستوصف يغلق أبوابه قبل الأوان، كما ان غياب القابلة بهذه القاعة زاد من معاناة السكان في ظل انعدام قاعة توليد التي باستطاعتها أن تقدم أدنى الخدمات المتعلقة بفحص الحوامل وتقديم الرعاية لهن، من قياس الضغط أو تقديم الحقن، بل يضطرون إلى التنقل عبر المستشفيات المتواجدة على مستوى وسط المدية ووامري. لا تزال رحلة سكان حناشة الماراطونية للظفر بقارورة غاز البوتان متواصلة لعقود طويلة والاحتطاب من الغابة سبيلهم الوحيد للتدفئة. وما زاد من معاناة السكان غياب الإنارة العمومية وغياب النقل بين بلدية حناشة والبلديات المجاورة ما عدا خط المدية حناشة.