تعد بلدية حناشة الواقعة على 27 كلم غرب ولاية المدية و التابعة إداريا لدائرة وامري من أفقر بلديات الولاية تنمويا فالداخل إلى هذه البلدية تستوقفه مناظر البؤس و الحرمان فلا هياكل قاعدية و لا مرافق ضرورية حياتية ماعدا ملعب جواري، أنجز حديثا متواجد بالمدخل الغربي للبلدية أين وجدها شباب المنطقة متنفسا وحيدا لهم . وخلال الزيارة التي قادتنا إليهم لفت انتباهنا غياب التام لشباب حناشة ما عدا القليل منهم، سألنا مرافقنا عنهم فأجاب أن جل شباب حناشة الذين أنهوا دراستهم يتوجهون صوب حقول وبساتين وامري واسواق المدية للمتاجرة في الخضر والفواكه، أما بالنسبة للبقية فإنهم ينتظرون منحة الشبكة الاجتماعية أو عقود تشغيل الشباب لتبقى البقية في بطالة تنتظر مشروعا أو مقاولة تشّغلهم. زياراتنا الأولى قادتنا إلى مستوصف حناشة الذي وجدناه في حالة لا يحسد عليها نظرا لضعف الخدمات فيه جراء انعدام الأطباء والعتاد، حيث يضطر السكان التنقل لمسافة 10 كلم من أجل حقنة أو لقياس الضغط خاصة المسنين، مع العلم أن المستوصف يغلق أبوابه على الساعة الثالثة مساء، وغياب القابلة منذ 5 سنوات و ما زاد الطين بلة بالنسبة لسكان الجهة انعدام قاعة توليد والتي باستطاعتها أن تقدم أدنى الخدمات المتعلقة بفحص الحوامل وتقديم الرعاية لهن، من قياس للضغط أو أخذ الحقن، بل يضطرون إلى التنقل عبر المستشفيات المتواجدة على مستوى وسط المدية ووامري و لنصور في كل هذا غلاء كراء وسيلة النقل و التي يفوق سعرها 500 دينار. وعلى صعيد آخر لا تزال رحلة سكان حناشة مستمرة للظفر بقارورة غاز البوتان متواصلة لعقود طويلة حيث الاحتطاب من الغابة سبيلهم الوحيد للتدفئة و ما زاد من معاناة السكان انقطاع الإنارة العمومية جراء تعرض أسلاك الأعمدة للسطو الموجودة لكنها غير موصولة بالأسلاك و عن هاجس النقل فحدث و لا حرج حيث ينعدم النقل بين بلدية حناشة والبلديات المجاورة ماعدا خط المدية حناشة والذي ينقطع على العمل على الساعة الخامسة مساء، إلى جانب انعدام موقف خاص بسيارات الأجرة الذي يعتبر في حد ذاته مشكل زاد من معاناة الشباب وانقص من حظوظ الشباب في العمل، حيث يتعذر عليهم العمل خارج البلدية، كما يشتكي شباب حناشة من انعدام ممارسة الرياضة في البلدية نظرا لانعدام المرافق الظرورية. و عليه كله يناشد سكان بلدية حناشة من السلطات المحلية النظر الى معاناتهم على امل غد مشرق يخلصهم من رحلتهم التاريخية عن قارورة غاز البوتان وإخراجهم من دائرة العزلة الخانقة . مبارك درار