استمتع الجمهور العاصمي سهرة أول أمس، بحفل فني مميز أحياه الثلاثي البولوني جانوس بروزينوفسكي وفرقة الصحراء للعود من الجلفة والجوق الموسيقي الجهوي لتلمسان في سابع ليلة من مهرجان الجزائر الدولي التاسع للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة. وبحضور جمهور غفير غصت به قاعة "ابن زيدون" استهل الثلاثي البولوني جانوس بروزينوفسكي الحفل بتقديم مقطوعات ومعزوفات بولونية تقليدية تشدو للحب والشوق وجمال الطبيعة ومستمدة من التراث المحلي البولوني تجاوب معها الحضور كثيرا. وأبهر المغني ياسيك هالاش ورفيقيه ماشيك فيليبتشوك ومارشين لورينك -الذين يحضرون لأول مرة للجزائر- المستمعين بباقة موسيقية مميزة عكست الفولكلور الموسيقى الجميل لبلاد الألف بحيرة.. "شتاري كونياريشا" و"فيفات" و"كويادياك-كويون" هي العناوين التي قدمها الثلاثي والتي ميزها خصوصا استعمال آلة الكمان المستخدمة كثيرا في الموسيقى التقليدية البولونية بالإضافة للأكورديون والأوتوغوردون الشبيهة بالتشيلو. وشهد القسم الثاني من الحفل صعود فرقة الصحراء للعود من الجلفة بقيادة الملحن وعازف العود أحمد وحيد صابر بوعنان الذي قدم بعض ألحانه الجديدة المطعمة بالبلوز وأيضا عازف العود مصطفى ملاك رفقة أيضا عازفين آخرين على الإيقاع. وأدى هذا الرباعي ألوانا صحراوية محلية جدا وغير معروفة كثيرا خارج الجلفة على غرار "السروجي" و"البابوري" و"الترياش" عكستها مقطوعات جميلة من قبيل "صفاء" و"جنون الفن" وغيرها. من ناحية أخرى، بدأ أحمد وحيد صابر بوعنان -أصيل مدينة البيرين- مسيرته الفنية بالعزف على الغيتار قبل أن ينتقل للأكورديون فالعود متأثرا خصوصا بالمدرسة الشرقية وقد تحصل على عدة جوائز وطنية وعربية. ويعزف من جهته مصطفى ملاك على العود منذ 10 سنوات وقد أخذ فنه من كبار مشايخ المنطقة على غرار ميلودي دني وعزوزي مبروك كما تأثر بعميد الأغنية الصحراوية الجزائرية الراحل خليفي احمد. وقدم الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية لمدينة تلمسان تحت قيادة ياسين حاس وبحضور الفنان الضيف إبراهيم حاج قاسم؛ باقة موسيقية أندلسية وأخرى في المديح الديني صفق لها الحضور كثيرا. وبالإضافة إلى المديح الديني الذي أداه الجوق رفقة إبراهيم حاج قاسم بمناسبة المولد النبوي قدم الجوق أيضا نوبة زيدان ضمت بطايحي "ما تتقي الله" ومن بعده درج "من يعطي قلبه للملاح" ثم انصراف "يا كامل المعاني" وانصراف ثاني بعنوان "إن قربوا آه" ومن بعدهما خلاص "قال لي سحبا من الناس" وخلاص ثاني "يا ناس جرت" قبل أن يختتم الجوق نوبته بقادرية.