تتواصل الاعتصامات والاحتجاجات في دائرة عين صالح بولاية تامنراست، لليوم الرابع على التوالي، ضد استخراج الغاز الصخري في هذه المنطقة المعروفة باحتوائها على مخزون هائل من المياه الجوفية، وانتشر بيان امس مجهول المصدر في كافة أرجاء المدينة، يدعو السكان إلى التجمهر اليوم أيضا على الساعة التاسعة صباحا أمام مقر الدائرة للمطالبة بتوقيف عمليات الحفر والتنقيب التي تقام في منطقة احنات، 60 كلم جنوب مدينة عين صالح. وجاء في البيان "أن المتضرر الأول والأخير من الغاز الصخري "الكنز المسموم" على حد تعبير البيان هم سكان الجنوب بصفة عامة وسكان مدينة عين صالح بصفة خاصة". ولخص البيان أسباب ذلك في الأخطار التي تحدق بعملية استخراج الموارد الأحفورية غير التقليدية عادة والتي تكون لها ضريبة بيئية باهظة الثمن في العادة، حيث يخشى السكان تلوث المياه الجوفية التي يعتمدون عليها بشكل كلي في الماء الشروب ولسقي مزروعاتهم، ما "قد يسبب أمراض عضال مثل السرطان والشلل". كما أن استخراج الغاز الصخري يتطلب موارد هائلة من المياه يخشى سكان المنطقة من" استنزاف مياههم الجوفية" بفعلها. هذا وقام خلال الأيام الماضية سكان مدينة عين صالح بقطع الطريق الوطني رقم 1 المسمى طريق الوحدة الافريقية، والرابط بين ولايتي غرداية وتمنراست، باستعمال أكوام الحجارة، مضرمين النيران في العجلات وإطارات السيارات، ما أدى إلى شلل مروري في الطريق، حيث توقفت المركبات على حافتي الطريق. إلى ذلك رفع المحتجون لافتات ترفض استخراج الغاز الصخري، كونه يؤثر بشكل مباشر على صحة المواطنين، وتطالب بضرورة الوقف الفوري لعملية استخراج الغاز الصخري بالمنطقة. وهددو بإتلاف المنشآت الموجودة في المنطقة في حالة لم تستجب السلطات المعنية لمطالبهم، التي سبق لممثلين عنهم أن رفعوها في رسالة إلى رئيس الدائرة لتسليمها عبر القنوات الرسمية إلى رئاسة الجمهورية. وتشمل المطالب إيقاف كل عمليات الحفر إلى غاية إيفاد لجان من الخبراء لشرح كافة المخاطر المحيطة بعملية استخراج الغاز الصخري في المنطقة في تقارير تسلم للسكان الذين يستعدون لإرسال وفد لمقر ولايتهم في تامنراست للقاء الوالي. وكانت التعليمة الأخيرة للوزير الأول عبد المالك سلال المتعلقة بتسيير التوازنات المالية، في ظل انخفاض موارد النفط قد أكدت على استمرار سياسة الدولة في التنقيب عن المحروقات بما في ذلك غير التقليدية منها. فيما أفاد وزير الطاقة يوسف يوسفي، بحر الأسبوع الماضي، عقب اجتماع مجلس الوزراء، أن عمليات التنقيب عن الغاز الصخري بدأت بحفر أول بئر في منطقة أحنات الواقعة في عين صالح، والذي أعطى نتائج معتبرة.