اتهم الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله "الجماعات الإرهابية التكفيرية" بأنها أساءت للإسلام أكثر من الكتب والرسوم والأفلام التي أساءت إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم على مرّ التاريخ، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى الاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية. وبثت قناة المنار اليوم الجمعة خطابا لنصر الله بمناسبة ذكرى تأسيس جمعية خيرية تابعة لحزبه، وقال فيه "أصبحنا بحاجة ماسة إلى الحديث عن الرسول بسبب سلوك بعض الجماعات الإرهابية التكفيرية التي تنسب نفسها إلى الإسلام"، معتبرا أن منتسبي هذه الجماعات "أساؤوا إلى رسول الله كما لم تتم الإساءة إلى رسول الله طوال التاريخ". وأضاف أن هذه الجماعات تسيء إلى الأنبياء جميعا وإلى أمة المسلمين من خلال أقوالها وأفعالها وممارساتها "المشينة الشنيعة والعنيفة واللاإنسانية والوحشية، وبدرجة أكبر مما فعله أعداء الإسلام، حتى أولئك الذين اعتدوا على النبي بتأليف كتب وصنع أفلام ووضع رسوم مسيئة". وانتهز الأمين العام لحزب الله الفرصة للتعليق على أحداث الربيع العربي، فاستشهد بالصور التي تظهر "مشاهد لقطع الرؤوس وشق الصدور وذبح الآلاف"، كما اعتبر أن الناس في اليمن وغيره يتعرضون للقتل لأنهم يحيون ذكرى مولد الرسول، ثم قال متسائلا "هل يصح أن يقدم هؤلاء أنفسهم على أنهم مدافعين عن رسول الله؟" واعتبر أن من العوامل التي ساعدت على بروز هذه الجماعات "حجم ونوع الممارسات القاسية والمنفرة والمتوحشة وامتدادها الجغرافي في سوريا والعراق ولبنان وباكستان وأفغانستان واليمن وكل أنحاء العالم"، مشيرا إلى أن الأزمة وصلت الآن إلى الدول التي "صدّرت إرهابيين وقدمت لهم التسهيلات"، حسب قوله. ودعا نصر الله إلى مواجهة الجماعات "التكفيرية" والعمل على عزلها ومحاصرتها حتى إنهائها، معتبرا أن خطرها بات يتجاوز المنطقة والسياسة ليصل إلى الإسلام والنبي ذاتهما. وكان نصر الله قد انتقد من أسماهم "التكفيريين" في مناسبات أخرى سابقة، ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قال في خطاب ألقاه بذكرى عاشوراء إن "التكفيريين لا مستقبل لهم، لا حياة لمشروعهم. ستلحق الهزيمة بهؤلاء التكفيريين في كل المناطق والبلدان، وسيكون لنا شرف أننا كنا جزءا من إلحاق الهزيمة بكل هؤلاء". كما انتقد نصر الله تنظيم الدولة الإسلامية في عدة تصريحات، وكان منها خطاب متلفز تم بثه في أغسطس/آب الماضي قال فيه إن المنطقة تعيش مشروعا دوليا جديدا ليس هدفه إسقاط الأنظمة في هذه الدول فحسب، بل يهدف إلى تدمير الدول والجيوش والشعوب، "معتمدا على عنصرين أساسيين: هما إسرائيل، والتيار التكفيري الذي يتصدره تنظيم الدولة الإسلامية".