الأمن يطلق حملة توقيفات ضد "مشبوهين" و معتدين على أعوان حفظ النظام فتحت مصالح الأمن تحقيقات موسّعة مع مشاركين في مسيرة نصرة النبي الكريم بالجزائر العاصمة بشبهة "الإشادة بالإرهاب" في أعقاب انزلاق الوضع إلى مواجهات و اعتداء على عناصر الشرطة و رفع شعارات تمجّد صراحة التنظيم المتطرف " الدولة الإسلامية في العرق و الشام" المعروف اختصارا باسم "داعش"، و كذا عبارة "أنا كواشي" التي رددها متظاهرون في تلميح لدعم الاعتداء الإرهابي الذي هزّ هيئة تحرير الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" الذي أدانته الجزائر. و ذكر مصدر عليم أن مصالح الأمن أطلقت ليلة أمس حملة توقيفات بعد فحص تسجيلات كاميرات المراقبة المنصوبة بالشوارع و الساحات العمومية القريبة من المسار الذي جابته الحشود المشاركة في المسيرة التي اعترف وزير الشؤون الدينية اليوم استغلالها سياسيا من طرف "جهات محسوبة على الحركات المتشددة". و أضاف المصدر أن مصالح الأمن ألقت القبض على عشرات الأشخاص في أماكن و أحياء متفرقة من العاصمة و باشرت التحريّات معهم حول عدّة تهم أخطرها "الإشادة بتنظيمات إرهابية و تمجيد أعمال إرهابية و إجرامية" في أماكن عامة عقب إقدام المتهمين على إطلاق شعارات خطيرة خلال المسيرة التي انطلقت من ساحة الشهداء و بلكور و ساحة أول ماي و جابت شوارع زيغود يوسف و عبان رمضان و ساحة بور سعيد و انتهت بانزلاقات عنيفة أمام مقر المجلس الشعبي الوطني. وكشف المصدر بأن المديرية العامة للأمن الوطني شرعت، منذ مساء الجمعة المنقضي، في جمع التقارير وتسجيلات الفيديو التي التقطت تفاصيل المسيرة من كل الزوايا و سمحت بتحديد هوية معظم المشاركين الذين ردد بعضهم شعارات تدعو لنصرة رسول الله دون الانخراط في أي عمل عنيف فيما تعمّد آخرون تحت ذرائع مختلفة ترديد عبارات تشيد بالارهاب و كذا الاعتداء على أعوان حفظ النظام و تخريب ممتلكات عمومية و خاصة على غرار تخريب مقر تابع لشركة الجوية الجزائرية و مرافق تابعة للشركة العمومية للنقل الحضري بالعاصمة و ممتلكات آخرى تابعة للسلطات المحلية و مركبات تابعة للخواص و الهيئات الرسمية تمهيدا لنقلها إلى رئاسة الجمهورية نهاية هذا الأسبوع. و أشار المصدر أن لجنة الأمن و الدفاع التابعة لرئاسة الجمهورية تكون قد طلبت من مسؤولي الأمن موافاتها بتقارير تفصيلية تضمن معلومات أولية ثم تحقيقات مفصلة ودقيقة مرفقة بصور وتسجيلات فيديو وإفادات متهمين موقوفين حول المسيرة الأخيرة.مصالح وشددت التعليمات على جمع كل المواد المسجلة. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن كل هذه التقارير والتسجيلات ستفحص من خلية مكونة من خبراء يعملون لصالح رئاسة الجمهورية من أجل إعداد تقرير علمي وميداني واحد مفصل يعرض على رئيس الجمهورية. و بالموازاة تتواصل عمليات التحقيق مع الموقوفين بشكل طبيعي و تكييف التهم الخاصة بكل حالة تحسبا لاحالتها على الجهات القضائية المختصة.و أوضحت المصادر أن النيابة العامة تكون قد تلقت لحد الآن عدة شكاوى رفعتها أطراف خاصة و عمومية تضررت من الأحداث الأخيرة.و كانت المصالح الأمنية المختصة قد تلقت عشية الدعوة لمسيرات حاشدة يوم الجمعة أوامر بالتحري حول كل النشاطات والتوقعات الخاصة بالتنديد والتظاهر في الجزائر، والجهات التي تدعو إلى هذه الحركات، وما هي التوجهات السياسية التي تنتمي إليها، وهل هي حركات عفوية أم وراءها أحزاب أو تنظيمات.كما تم الإبقاء على كل الوحدات الأمنية في حالة استنفار، ودعت مصالح الأمن خلالها للتعامل مع أي انزلاق أمني قد يقع بمرونة لتفادي أي تداعيات سلبية .