ينظر مكتب المجلس الشعبي الوطني مساء اليوم الأربعاء في اجتماعه العادي، في موعد وشروط إجراء انتخاب ممثله بالمجلس الدستوري شهر نوفمبر المقبل لتعويض النائب الأفلاني الطيب فراحي المنتهية عهدته المقدرة بست سنوات. كما ينتظر أن ينتخب مجلس الأمة بدوره ممثله لتعويض ممثل الأرندي في المجلس دين بن جبارة . وتشكل عضوية المجلس الدستوري ترقية سياسية ومالية ومهنية لمن ينتخب أو يعين في التشكيلة صاحبة الصلاحيات الدستورية الواسعة، حيث يحق للهيئة، التي يرأسها بوعلام بسايح. بموجب أحكام الدستور الفصل في دستورية المعاهدات والقوانين والاتفاقيات والتنظيمات، وكذا مطابقة القوانين العضوية والنظام الداخلي لكل من غرفتي البرلمان للدستور، والسهر على صحّة عمليات الاستفتاء، وانتخاب رئيس الجمهورية، والانتخابات التشريعية، ويعلن نتائج هذه العمليات. وتتبع عملية تجديد اثنين من ممثلي البرلمان المقدر حصته بأربعة أعضاء، بتجديد تركيبة قائمة المعينين في الهيئة الدستورية العام المقبل وتضم القائمة رئيس المجلس بوعلام بسايح والممثل الثاني لرئاسة الجمهورية وكذا ممثل مجلس الدولة بمناسبة انتهاء عهدتهم وهي ست سنوات. وتحظى انتخابات تجديد المجلس الدستوري التي تتم في أواخر العهدة النيابية بأهمية كبيرة، حيث يسعى كثير من النواب للحصول على هذا الامتياز السياسي والمالي والمهني الذي يعفيهم من شبح التزاحم على القوائم الانتخابية في التشريعيات المقبلة في ظل المؤشرات أن الأحزاب السياسية ستغرق في ملفات الترشح. وبالنظر لحساسية عضوية المجلس الدستوري يخضع انتخاب أعضائه لحسابات سياسية وجهوية وتحقيق أمني معمق، وتسببت الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2007 في أزمة داخل الأفلان حيث تم إقصاء عدة مرشحين في آخر لحظة وفرضت أسماء في أخرى عشية الانتخاب.وبرغم حالة التشتت السائدة بين صفوفه عقب المؤتمر الأخير، سيكون حزب جبهة التحرير الوطني الذي يحوز الأغلبية في الغرفتين الأوفر حظا للظفر بالمقعدين مع استبعاد تجديد الصفقة مع الأرندي والتي مكنت من تقاسم المقعدين المخصصين للبرلمان في عملية التجديد التي تمت سنة ,2007 حيث انتخب محمد عبو نائب الأفلان عن المجلس الشعبي الوطني بينما انتخب بدر الدين سالم ممثلا للأرندي في الغرفة العليا. ولازالت مخلفات انتخابات مجلس الأمة إضافة إلى تراكمات صراع النفوذ داخل مؤسسات الدولة تلقي بظلالها على علاقات قيادتي الأفلان والأرندي وتجلى ذلك في شلل التحالف الرئاسي الذي لم يجتمع إلا احتراما للمظاهر في وضع يشبه زوجين منفصلين لا ينامان في سرير واحد إلا عندما يأتي أقاربهما أو في المناسبات.