مقاطعة جزئية للدراسة في ثماني ولايات بسبب الثلوج اضطرت المصالح الأمنية أمس، للتدخل في عدة ولايات للسيطرة على احتجاجات فجرها متضررون من العاصفة الثلجية في القرى والمداشر، وقد سادت أجواء مشحونة بالتوتر في ولايات المدية وبرج بوعريريج وسكيكدة وعنابة والطارف وتيسمسيلت وتيارت، حيث اندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوات حفظ النظام فيما تواصلت مقاطعة الدراسة في مناطق ريفية وحضرية إثر استمرار التقلبات الجوية. وذكر مصدر من قيادة الدرك الوطني في تصريح ل"البلاد" أمس، أن الثلوج الكثيفة المتساقطة تسببت في غلق أكثر من 120 طريقا ولائيا وبلديا إلى غاية أمس وعزلت مئات البلدات والقرى خاصة في المناطق الجبلية. ودخلت وحدات من الدرك الوطني والحماية المدنية في سباق مع الزمن منذ يومين لإنقاذ المحاصرين في المناطق المتضررة. وقال المصدر إن بعض المداشر في خنشلة وأم البواقي وتبسة معزولة تماماً. وأكد أن حركة المواصلات توقفت تماما على معظم محاور السير وسمك الثلج زاد على 30 سنتمتراً في عدة مناطق، مما استوجب تدخل القوات النظامية خاصة وحدات الدرك الوطني بآلياتها الثقيلة لفك العزلة عن العائلات العالقة. وأوضح المصدر أن عدد الولايات التي حاصرتها الثلوج انخفض من 24 إلى 11، فيما انخفض عدد الطرق المقطوعة إلى 120 طريقا وطنيا وولائيا وبلديا يجري فتحها من طرق مشتركة. وتسببت برودة الطقس والاستعانة بالمدفآت صينية الصنع وانفجار الغاز، في وفاة 4 أشخاص، فيما تم إنقاذ 17 آخرين من الموت اختناقا بثاني أوكسيد الكربون حسب مصادر من الحماية المدنية. ومع اشتداد برودة الطقس خرج المئات من قاطني الأحياء المعزولة أمس ببلديتي العلمة والشرفة للاحتجاج في الشوارع ضد السلطات المحلية التي ‘'تركتهم يواجهون مصيرهم لوحدهم بعد أن سدت الثلوج كل منافذ التموين بالمواد الغذائية والطاقوية''، كما انتفض السكان ضد انقطاع الكهرباء مثلما وقع في بن مهيدي بولاية الطارف، حيث لم يتردد المحتجون في صب جام غضبهم على المنتخبين احتجاجا على أوضاعهم المأساوية. كما أقدم المئات من سكاّن بلدية أولا ذايد جنوب شرقي المدية على غلق مقر البلدية تنديدا بغياب غاز البوتان وتسبب الوضع في اندلاع مواجهات مع قوات الشرطة التي تدخلت لتفريق المظاهرة وفك الحصار عن مقر البلدية، وكان المحتجون أغلقوا الطريق وطالبوا رئيس الدائرة الذي تنقل رفقة مصالح الأمن، وطالبوه بالإسراع في عملية ربطهم بشبكة الغاز الطبيعي وهو المشروع الذي ظل يراوح مكانه منذ مارس 2014، الأمر الذي جعلهم يصارعون للظفر بقارورة غاز البوتان كلّ شتاء. كما تواصل انقطاع الدراسة بفعل التقلبات الجوية، حيث لم يلتحق التلاميذ بمدارسهم في مناطق متضررة في كل من سكيكدة وبرج بوعريريج وخنشلة وتبسة وسوق أهراس والبويرة والطارف وتيارت بسبب التهاطل الكثيف للثلوج، في الوقت الذي مازال يعاني فيه سكان القرى والمداشر من العزلة. وقام مسيرو المؤسسات التربوية في أطوارها الثلاثة بإخراج التلاميذ من المؤسسات مراعاة لوضعيتهم، وأوضح مسؤولو مديريات التربية أن قرار تعليق الدراسة جاء استجابة لمطالب الأسرة التربوية وحفاظا على سلامة التلاميذ خاصة في المناطق المعزولة بسبب التساقط المكثف للثلوج. وعلى صعيد متصل، تشهد عدد من بلديات ولاية تيسمسيلت منذ نهاية الأسبوع الماضي انقطاعات واضطرابات في التموين بالتيار الكهربائي جراء تساقط الثلوج حسب المديرية الولائية للطاقة. ويتعلق الأمر بالبلديات الجبلية المتمثلة بالخصوص في الأزهرية والأربعاء وسيدي العنتري والملعب ولرجام وبوقايد وسيدي سليمان وبرج بونعامة نتيجة تضرر الخط الرئيسي الذي يمون المناطق الشمالية الغربية بالكهرباء بسبب التساقط الكثيف للثلوج الذي شهدته الولاية خلال الأيام الأخيرة وفق نفس المصدر. وأضاف أن المديرية الولائية لشركة توزيع الكهرباء والغاز قد جندت فرقا تقنية بهدف تعويض هذا الخط المتضرر ويتوقع استئناف التموين بهذه الطاقة مساء اليوم. للتذكير، فقد أدى التساقط الكثيف للثلوج بالولاية خلال الأيام القليلة الأخيرة إلى قطع العديد من الطرقات الوطنية والولائية بالولاية قبل أن يتم إعادة فتحها إثر تدخل المصالح المعنية.