يعتقد الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الشخير أن شركاءهم في غرفة النوم هم الأكثر تضرراً، ولكن الشخير يمكن أن يكون أكثر من مجرّد مصدر إزعاج للآخرين، بل قد نتيجة حالة صحية خطيرة، مثل مرض القلب. وقد تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى مشكلة الشخير، ولكنها جميعاً ترتبط بانسداد المجاري التنفسية. ويسبب ارتخاء العضلة الموجودة في أعلى الفم أو الجزء الخلفي من الحلق مشكلة الشخير، ما يمنع تدفق الهواء بشكل جزئي. وقال أستاذ الطب النفسي والعضو في مركز النوم وبيولوجيا الأعصاب في كلية الطب في جامعة بنسلفانيا، مايكل غراندر، إن "المجاري التنفسية تصبح مثل أنبوب مرن خلال فترة الليل لدى الكثير من الأشخاص." وتحدث مشكلة الشخير خلال الاستلقاء على الظهر بدلاً من الاستلقاء على إحدى الجانبين، أو لدى تناول المشروبات الكحولية التي تؤدي إلى استرخاء العضلات، فضلاً عن مشكلة احتقان الأنف بسبب الحساسية أو الإصابة بنزلات البرد. وقال غراندر إنّ "غالبية الأشخاص يعانون من مشكلة الشخير، وقد لا تكون المشكلة خطيرة، إذا تمكنوا من الحصول على الهواء الكافي." ويعتبر الشخير مشكلة خطيرة يصعب علاجها، إذا كان شخصاً ما يعاني من تضخم في العضلة الموجودة في أعلى الفم، أو نتيجة السمنة الزائدة، خصوصاً في محيط العنق لدى الرجال، ما يزيد من خطر توقف التنفس أثناء النوم وإعاقة وصول الأوكسجين إلى القلب. واعتبر غراندر أنّ نسبة بين 5 و15 في المائة من الأشخاص البالغين في منتصف العمر، ربما يعانون من توقف التنفس خلال النوم، ولكن لم يتم تشخيص أو علاج هذه المشكلة. وأظهرت الدراسات وجود صلة قوية بين توقف التنفس أثناء النوم لعدة ثوان، وارتفاع ضغط الدم والكولسترول، والإصابة بنوبات قلبية. وعادة، يرسل الدماغ إشارات تنبيه إلى الجسم لدى انقطاع التنفس من خلال إصدار حركة مفاجئة أو شخير قوي. وحذر غراندر من أنّ انقطاع التنفس لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب، يمكن أن يؤدي إلى الموت المفاجئ بسبب السكتة القلبية، مؤكداً أن الخطر الأكبر يكمن في الضرر الذي يتسبب به الشخير على المدى الطويل. ويؤدي تذبذب مستوى الأوكسجين طوال فترة الليل إلى الإصابة بالإجهاد، وإحداث ضرر يسبب أكسدة خلايا الجسم، فضلاً عن إرسال الدماغ تنبيهاً للقلب لدى انقطاع التنفس، وذلك في الوقت الذي يحتاج فيه الجسم والدماغ للراحة. ويجب على الأشخاص أن يتعاطوا مع مشكلة الشخير بجدية، خصوصاً إذا كانوا يعانون من انقطاع متكرر للتنفس وبشكل منتظم. ورأى غراندر أنّ صوت الشخير المرتفع جداً، يعتبر بمثابة إشارة واضحة أن الجسم يبذل طاقة هائلة بهدف الحصول على كمية كافية من الأوكسجين.