تعيش ثانوية غريسي عبد العالي المتواجدة بحي الضاية بعاصمة ولاية الجلفة، على وقع العديد من المشاكل التي أثرت على سير المؤسسة ككل، وكانت سببا في تردي أوضاعها على كافة المستويات والأصعدة، لتمتد المشاكل إلى غاية المساس بالتحصيل العلمي للطلاب، وعلى الرغم من أن المؤسسة متواجدة بعاصمة الولاية وليست في بقعة نائية، إلا أن الجهات المعنية لا تزال تضرب إلى حد الآن صمتا مطبقا اتجاه هذه المشاكل والنقائص. هذا وتؤكد مصادر مطلعة ل''البلاد''، أن المؤسسة التعليمية المذكورة، كانت تتوفر على مسيرين ماليين أحدهما مكلف يمارس مهامه، إضافة إلى إشرافه على تسيير الموارد المالية لمؤسسة أخرى، والآخر شرعي ظل دون عمل إلى أن غادر المؤسسة نهائيا، مما جعل هناك تداخلا في الصلاحيات في حينها وكذا في تأخر صرف الميزانية. مع العلم أن المؤسسة كانت دون مقتصد قبل أن تتطرق ''البلاد'' إلى واقع هذه المؤسسة قبل عامين، الأمر الذي جعل ميزانية المؤسسة تبقى دون صرف لمدة معينة، وهو ما بعث العديد من علامات الاستفهام في حينها حول تأخر مديرية التربية في عهد تسيير الأمين العام للمديرية، في تعيين مقتصد جديد للمؤسسة التعليمية المعنية، إلا أن الجهات المعنية وربما من باب ''التحرك السريع'' اعتمدت مسيرين إثنين الموسم الماضي نكاية في ''البلاد''، ليرمي فيما بعد المسير الشرعي المنشفة ويظل التسيير عن طريق التكليف إلى غاية الآن لأسباب مجهولة. وتطرقت إرسالية موجهة إلى مدير التربية، تحصلت ''البلاد'' على نسخة منها، صادرة من قبل جمعية أولياء التلاميذ للمؤسسة، إلى فضائح تسيير كارثية، منها على وجه الخصوص، وجود مشروع وهمي للمراحيض وطلاء المطعم دون مراعاة واستشارة مجلس التسيير، الغموض الذي اكتنف أجهزة إعلام آلي وكتب، أقتنيت السنة الماضية، لم يعرف لها وجهة إلى غاية الآن، القيام في مطلع هذا الموسم بتحويل بعض التلاميذ إلى ثانوية الفصحى على الرغم من ابتعادها بحوالي 05 كلم، وهو ما آثار احتجاجات واسعة، وطرد آخرين تتوفر فيهم حق الإعادة قانونيا وهو ما يناقض صراحة تعليمات وزير التربية، دراسة طلبات الإعادة والتوجيه دون الرجوع لمركز التوجيه المدرسي، مما حرم الكثير من التلاميذ من الإعادة أو تبديل الشعبة، زيادة على تكليف رؤوساء ورشتي الأشغال بالتدريس، على الرغم من وجود أساتذة المادة، وتكليف عمال عقود ما قبل التشغيل والشبكة في مناصب حساسة على غرار النظارة والمكتبة، وكذا الهروب الجماعي للمساعدين والأساتذة نتيجة التسلط والتهميش الإداري دائما حسب ذات الإرسالية. وكانت ثانوية غريسي عبد العالي من بين البنايات الرسمية التي تضررت في الفيضانات التي شهدتها ولاية الجلفة قبيل شهر رمضان ,2008 حيث تسببت السيول الجارفة في سقوط الجدار الذي يفصلها عن ابتدائية وعن سكنات حي ''عيسى القايد''، ولا تزال آثار الفيضان قائمة ولا يزال الجدار على حالة السقوط مما جعل المتقنة في متناول الدخول والخروج وأضحت غير آمنة وممرا عموميا مفتوحا للجميع، وتؤكد مصادر مطلعة أن سقوط الجدار الفاصل جراء السيول الجارفة بعث العديد من الأطماع حول استغلال جزء من مساحة الملعب، وتم تداول أقاويل عن فتح ممر عمومي، مما أدى إلى اختزال مساحة الملعب وبالتالي حرمان التلاميذ من مادة التربية الرياضية التي كانت تجرى على مساحة الملعب ككل، إضافة إلى ذلك أكد العديد من طلاب الثانوية على أن حجرات الدراسة تتحول إلى مناطق متجمدة خلال موسم البرد، وذلك بفعل غياب التدفئة. وتذهب مصادر ''البلاد'' إلى التأكيد أن نصف حجرات الدراسة بدون تدفئة لهذا الموسم أيضا، والصورة ''الكاريكاتورية'' المضحكة، أن هناك بابا خارجيا مشتركا يجمع الثانوية المعنية مع إكمالية وابتدائية، والصورة الأكثر من ''كاريكاتورية'' أن هذا الباب يفتح مباشرة على الفراغ وعلى سكنات المواطنين والشوارع الأخرى، لكون الجدار الفاصل ومنذ سقوطه في الفيضانات المذكورة لم يتم إعادة بنائه إلى يومنا هذا.