أكد اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود عملية الكرامة التي تهدف إلى تطهير ليبيا من الإرهابيين، دعمه المطلق وترحيبه بالمبادرة التي أطلقتها الجزائر لإنهاء الأزمة في ليبيا، التي تلعب فيها دور الوساطة، مشيرا إلى أن بلاده بحاجة إلى دعم دول الجوار خصوصا الجزائر ومصر، فيما انتقد تدخل قطر في الشأن الداخلي الليبي، متهما إياها بدعم الجماعات الإرهابية المتطرفة وقال إنها "زجت بنفسها في الشأن الداخلي الليبي". ونوّه حفتر في تصريحات نقلتها مصادر إعلامية محلية، بالمبادرة الجزائرية التي تهدف من خلالها إلى فرض الحوار كحل للأزمة الليبية، ودعم الحكومة في حربها على الجماعات الإرهابية، حيث ينتظر أن تقود مفاوضات بين الأطراف الليبية قريبا، لتقريب وجهات النظر ونبذ أي خلافات يمكن أن تزيد الوضع سوءا في البلاد، كما أشاد بموقف مصر، نافيا أن تكون مصر قد تدخلت عسكريا، مؤكدا "مصر لم ترسل طائرات أو أفرادا إلى ليبيا"، فيما اتهم قطر بدعم الجماعات الإرهابية تنفيذا لأجندات أجنبية، "كنا نعتقد في بادئ الأمر أن قطر تقف مع ليبيا وقفة عربية صادقة فإذا هي عبارة عن أدوات لغيرها وتنفذ أجندات دول أجنبية وصهيونية"، مضيفا "قطر تدعم الجبهات الإرهابية المتطرفة بالسلاح وكل شيء". أما بالنسبة إلى الدور الدولي في حل الأزمة الليبية، فقد انتقد حفتر المساعي الدولية، موضحا "المجتمع الدولي ليس له أي دور على الإطلاق سوى الكثير من القرارات المعرقلة التي نسمع بها، وهناك دول تغض الطرف عن وضع مثل ما تشهده ليبيا وتساند دولاً أخرى تراها أكثر أهمية". وقال المتحدث ذاته، إن مجموعات تدعى الإسلام لم تكن في الحسبان ولم يعرفها الشعب تمكنت من السيطرة على مفاصل الحكم وأذاقت الشعب الليبي كل المرارة بالسلب والنهب والاغتصاب والتعدي ولم يتوقع أحد أن ينفلت الأمر إلى حد أن تصبح ليبيا في مهب الرياح بفعل هذه المجموعات، فيما رحب بتأييد البرلمان لعملية الكرامة وإن جاء متأخرا، حسبه. من جانب آخر، يتواصل القصف العسكري على الجماعات المتطرفة في عدة مناطق من ليبيا، حسب مصادر عسكرية، مما يعكس سوء الأوضاع الأمنية وكذا الاجتماعية التي يعيشها الليبيون، الأمر الذي دفع بالجزائر إلى تسريع وتيرة التحضير لإطلاق الجولة الأولى من المفاوضات بين الفرقاء الليبيين.