قامت هيئة تنظيم المهرجان الدولي للشعر الكلاسيكي في بسكرة بتغيير تسمية التظاهرة بعد اعتراض الكثير من الشعراء والمثقفين على الصيغة التي جاءت بها التسمية الأولى والتي حملت وصف "الشعر الكلاسيكي" للدورة الأولى، وذلك تجنبا لأية محاولة قد تفشل هذه التظاهرة الثقافية العربية الدولية قبل موعد الانطلاق. وأثارت تصريحات بعض الشعراء الكثير من الجدل والبلبة بالوسط الأدبي والتي اشتعلت بها صفحات "الفيسبوك"؛ ما أدى إلى إعلان بعضهم عن الانسحاب من المهرجان مسبقا قبل انطلاقه. واعتبر الشاعر ميلود خيزر أن مسمّى "الشّعر الكلاسيكي" يختصر التجربة الشعرية الجزائريّة بكل أطيافها ومرجعياتها إلى مسمّى يرى أنه ليس من الموضوعية العلمية أن يوصف بها أصلا عدا أنّها تخفي إهانة كبيرة لهذه التّجربة. وقال إن الوزارة ستتورط بعبارة بسيطة هي في الحقيقية "إهانة كبيرة" للشعر الجزائري، كما تساءل ميلود عن مدى سماع الوزارة عن هذه المشكلة بقوله "هل تعلم الوزارة في أي مشكلة كبيرة أوقعتها مغامرة وصف مهرجان دولي للشّعر بتكلفة 3 ملايير بالكلاسيكي"؟ كما اعتبر أن موقفه هذا هو لفائدة الشّعر ولانتصار الشعر فحسب. ويضيف "وليعلم الجميع أنني سعيت دائما للتمكين لهذه المدينة ولتاريخها ولمثقفيها من حقّها الإنساني في فضاءات التعبير الأقل إكراها وتكلفة أخلاقيا وفكريا، ذلك أنني لم أكن راضيا عن مشهدها البائس الباهت التعيس". ودعا الشاعر إلى حل مشكل الاختلاف والترفع عنه لفائدة الحوار المتمدن الراقي لأن الغاية في النهاية هي مشتركة ومن أجل إعطاء واجهة أفضل لهذا المهرجان وتمثيله في أحسن صورة بين الحضور الدولي". وجاء رد شرف الدين شكري وهو عضو لجنة التنظيم، على تلك الحروب الوهمية كما وصفها كالتالي "تمّ تعديل كلمة الكلاسيكي من التسمية والاستجابة لطلبنا بعد الزوبعة التي كانت نافعة.. آمل ألا يجد أيا كان الآن مبررا لإشعال فتيل حروب وهمية عادة ما يتسبب بها من لا نفع فيهم". كما يعد هذا المهرجان ثاني مهرجان دولي ببسكرة على غرار مهرجان محمد العيد آل خليفة، ما يعكس، حسب متابعين، سبب "البلبلة" وراء المهرجان الثاني. وعلى خلفية أجواء التحضيرات التي تسبق افتتاح التظاهرة والتي بدأت عدها التنازلي بهاته المشاكل منذ الآن، نفى الكاتب شرف الدين شكري اعتقاد الكثيرين بأن هذا المهرجان قد جاء من أجل ضرب مؤسسة محمد العيد آل خليفة بل اعتبرها مجرد غيرة ضرائر لا أكثر لأن هناك من اجتهد وجلب مهرجانا دوليا بهذا الحجم إلى هذه المدينة، وفق تعبيره.