- الشرطة الفيدرالية الأمريكية تقول إنها تحقق في مقتل العائلة المسلمة لم يحرك العالم العربي والإسلامي ساكنا بعد مقتل ثلاثة من الطلبة العرب المسلمين بجامعة كارولينا الشمالية، كما لم تكلف أي حكومة عربية نفسها إصدار بيان يندد بهذه الجريمة النكراء التي استهدفت عائلة مسالمة في الولاياتالمتحدة من طرف قاتل مهووس ب"الإسلاموفوبيا" والعداء لكل ما يرمز للإسلام. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات الاستنكار من تصرف الحكومات العربية و"الإسلامية" التي عبرت عن إدانتها ل"الإرهاب الذي استهدف صحافيي المجلة الفرنسية سيئة السمعة شارلي إيبدو، حتى أن كثيرا من رؤساء الدول والملوك والأمراء العرب شاركوا في المسيرة المليونية التي احتضنتها العاصمة الفرنسية للتنديد بالإرهاب"، وفق وصف السلطات الفرنسية. وفي جديد القضية، أوضحت تقارير نقلا عن مصادر مقربة من التحقيق في مقتل ثلاثة من الطلبة العرب المسلمين بجامعة كارولينا الشمالية، أن مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي" سيباشر تحقيقاته في حادثة مقتلهم بشكل مستقل عن السلطات المحلية. وكانت السلطات المحلية خلصت في تحقيقاتها الأولية إلى أن خلافا بشأن موقف السيارات كان الدافع وراء مقتل الطلبة الثلاثة، وهم شادي بركات "23 عاما" وزوجته يسر محمد أبو صالحة "21 عاما" وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة "19 عاما". وشكك آلاف المسلمين الأمريكيين في هذه الفرضية، وأكدوا ارتكاب الجريمة لأسباب عنصرية ضد المسلمين، في حين أعلن "أف بي آي" أول أمس، أنه سيتولى التحقيق في الجريمة، علما أنه غالبا ما يتولى المدعون الفدراليون القضايا التي يكون دافعها الكراهية. وقال والد الضحيتين يسر ورزان أبو صالحة إن القاتل أجبر الضحايا الثلاث على الاستلقاء أرضا قبل إطلاق الرصاص على مؤخرة رؤوسهم، مضيفا "نحن واثقون تماما من أن ابنتينا قتلتا بسبب ديانتهما، ليس شجارا على الموقف، لقد أعدموا برصاصة في مؤخرة الرأس". وكان كريغ ستيفن هيكس "46 عاما" توجه إلى الشرطة بعد إطلاق النار حيث سلم نفسه ونقل إلى سجن دورهام. ووجهت إليه تهمة القتل وعقوبتها الإعدام أو السجن مدى الحياة. وأكد أبو صالحة -وهو طبيب نفسي في المنطقة- وهو يقف أمام النعوش الثلاثة "إنها جريمة عنصرية منذ البدء"، موضحا أن يسر اشتكت من مضايقة هيكس لها، وأنه كان يكلمهم "ومسدسه على خاصرته". وفي المقابل، تصر كارين هيكس زوجة القاتل على أن "الدين لا علاقة له بالموضوع"، مشيرة إلى "شجارات متكررة" على موقف سيارة في المبنى الذي أقام فيه القاتل المفترض والضحايا. وكان مئات من المسلمين الأميركيين أدوا يوم الخميس صلاة الجنازة على جثث الضحايا في مسجد جمعية "رالي" الإسلامية في مدينة "تشابل هيل" بولاية كارولينا الشمالية، حيث تم استقبالهم بالدموع من قبل أصدقائهم وذويهم الذين كانوا ينتظرون في حديقة ووريت فيها الجثث. ورغم أن وسائل الإعلام الأميركية اضطرت لتغطية الحادثة تحت ضغط موجات السخط العارمة في وسائل التواصل الاجتماعي فقد اكتفت بقليل من التفاصيل واستبعدت إرجاع سبب الجريمة إلى موجة الكراهية والعداوة للإسلام.