عبر المعتمرون الجزائريون العائدون من جدة، ظهر أمس، عن استيائهم الشديد من وكالات الأسفار المكلفة بنقلهم لأداء شعيرة العمرة، حيث اجمع هؤلاء على سوء التنظيم الذي طبع رحلتهم إلى السعودية طيلة تواجدهم بالبقاع المقدسة، مطالبين رئيس الجمهورية بالتدخل لحل مشكل المعتمرين المحتجزين بمطار جدة وإعطاء تعليماته بمتابعة وكالات السفر التي اتهموها ب''السرقة'' و''الكذب''. وأكد المعتمرون الذين قابلتهم ''البلاد'' بمطار هواري بومدين الدولي، لدى وصولهم إلى أرض الوطن. على تلاعب وكالات الأسفار الجزائرية بزبائنهم ممن يقصدونها بهدف نقلهم إلى البقاع، إذ تقوم هذه الوكالات بتقديم عروض مغرية تصب في راحة المعتمر، على غرار الإقامة والتنقل وغيرها، إلا أن وصول المعتمر إلى الأراضي المقدسة يكون مناقضا تماما لما تم الاتفاق عليه. في هذا الشأن روى لنا احد المعتمرين المدعو (عبد الرحيم.س) الذي حرص على نقل كل كبيرة وصغيرة مما كابدوه في مطار جدة بالمملكة العربية السعودية، على أن اتفاقه مع وكالة الأسفار كان على أساس إقامة أربعة أشخاص بالغرفة الواحدة إلا أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على الإقامة في غرفة تضم سبعة. وعبر المتحدث عن امتعاضه من الغياب الفادح للمرشدين الدينيين، خصوصا أن الفوج الذي كان معه يضم أشخاصا لم يسبق لهم أن أدوا هذه الشعيرة الأمر الذي جعلهم يعانون في أدائها. وأضاف أحد المعمرين، ممن عادوا على متن طائرة قطر للطيران، أن الوكالة أجبرتهم على مغادرة المطار في وقت مبكر على الرغم من أن موعد إقلاع الطائرة تم تحديده مساء. وأرجع المتحدث سبب هذا الإجراء إلى تهرب الوكالة من دفع تكاليف إقامة الفندق لذلك اليوم، الأمر الذي خلق مشاق عديدة لدى المعتمرين بمطار جدة، مشددا على تغليب القائمين على هذه الوكالات الطابع المادي دون الاكتراث بالجانب الإنساني. من جهته، روي أحد العائدين على متن ''المصرية للطيران'' اندهاشه من سوء التنظيم في محل إقامته، حيث شهد النزل الذي كان يقيم فيه غياب ممثل الوكالة التي تكفلت بإجراءات نقلهم، حيث لم يظهر له أي أثر من يوم تسليمه مفاتيح الشقق للمعتمرين، الأمر الذي دفع بالطبيب المرافق لهم إلى ملء هذا الفراغ وهو ما خلق نوعا من الفوضى في تلبية حاجيات المعتمرين خصوصا المسنين. وعن المعاناة التي تكبدها بعض المعتمرين في مطار جدة بسبب تأخر موعد عودتهم إلى الديار، أكد أحد المعتمرين أن جهات جزائرية تدخلت لإنقاذ الموقف بالاتفاق مع نزل ''أنور المدينة مول'' على إيواء كل من يحمل جنسية جزائرية من المعتمرين، وكذا تلبية كل طلبات هؤلاء الأشخاص حتى تحديد موعد لنقلهم إلى الجزائر، الأمر الذي ارتاح له هؤلاء المعتمرون رغم المناوشات التي شبت بين الجزائريين ومصالح الشرطة السعودية بسبب تأخر عودتهم، إلا أنه يضيف المتحدث تم استيعاب الموقف دون تسجيل أي تجاوزات تذكر.