وكالة السفر أعطتهم موعدا عند الثانية زوالا والإقلاع عند منتصف الليل! احتجز عمال ومتقاعدو سونلغاز أول أمس أكثر من 12 ساعة بمطار هواري بومدين وهم صائمون قبل أن يحين موعد رحلتهم باتجاه جدة، وقد خلق سوء التنظيم الذي تسببت فيه وكالة "أطلس تور" فوضى غير معهودة بالمطار استدعت تدخل مدير المطار ومصالح الأمن لمطالبة الوكالة بالتكفل الكامل بمعتمريها. * * لازالت بعض الوكالات السياحية تهين المعتمرين المسافرين معها، مستغلة صبر هؤلاء على كل المصاعب بغية بلوغ بيت الله الحرام، والدليل ما قامت به وكالة "أطلس تور" التي نظمت رحلة عمرة مساء الأحد 23 أوت ل276 شخص، 261 منهم عمال ومتقاعدي شركة سونلغاز. * ولأن رحلة العمرة تلك اقترحتها لجنة الخدمات الاجتماعية للشركة فإن المشاركين فيها جاءوا من جميع أنحاء الوطن، بما فيهم أقصى الجنوب وشرق وغرب البلاد، حيث طلب من المعنيين التجمع بمطار هواري بومدين الدولي عند الساعة الثانية زوالا، بينما رحلتهم مبرمجة للساعة منتصف الليل. * ولأن عمرة رمضان تعادل حجة، حرص كل واحد على عدم التأخر عن الموعد ومنهم كثيرون شدوا الرحال في الساعات الأولى من اليوم لبلوغ مطار الجزائر في الموعد، فبدأ التجمهر منذ الصبيحة دون أن يعلم هؤلاء بأن رحلتهم ستكون في آخر ساعة من اليوم، لذلك لم يأخذوا احتياطاتهم وهم صائمون، ما خلق جوا غير عادي بالمطار مع مرور الساعات، خاصة عندما حضر ممثلو وكالة "أطلس تور" وشرعوا في توزيع بطاقات الركوب على المعتمرين وسط قاعة المطار دون أن يستأجروا شباكا لتنظيم العملية. * وقد استدعت حالة الفوضى نزول مسؤول مطار هواري بومدين الأول ومسؤول الأمن بنفسيهما للاطلاع على الوضع، وتحدثا بلهجة حادة مع ممثل الوكالة وكيف جمع هؤلاء المعتمرين قبل 12 ساعة عن موعد طائرتهم، مشددين عليه بضرورة التكفل بهم وبإفطارهم في يوم الصيام، خاصة وان 90 بالمائة منهم جاءوا من مناطق بعيدة بغية السفر. * وفي سؤالنا لممثل الخدمات الاجتماعية لسونلغاز عن المشكل، أكد هذا الأخير أن كل شيء تم مثلما كان متفقا عليه مع الوكالة، ووثائقه تثبت فعلا كلامه، لكن عند استفسارنا من ممثل وكالة "أطلس تور" عما يجري، وأين يكمن الخلل، رفض الإجابة رفضا قاطعا، وقال "تعالوا غدا لمقر الوكالة لتفهموا"، وعند إلحاحنا ثار قائلا "اكتبوا ما تشاءون!!". * وإذ تعهد هذا الممثل أمام زبائنه بالتكفل بإفطارهم وحرص أن يكونوا في الموعد عند الساعة السابعة و30 دقيقة، لا نعرف إن سمح له بتوزيع فوق 200 وجبة في المطار، ولا كيف انتهت متاعب أولئك المعتمرين الذين كان وراءهم وقت طويلا للانتظار. * من جهة أخرى، صادفنا معتمرين يواجهون مشكل عدم التمكن من صرف منحة السياحة بعد ما فاتهم الميعاد الذي دعتهم إليه لجنة الخدمات الاجتماعية لسونلغاز، وعند الحضور للمطار لم يتمكنوا من إتمام تلك العملية، لأن معظم شبابيك البنوك الممثلة في المطار فارغة وخاوية على عروشها مند الساعة الرابعة ظهرا ولا يوجد فيها من يضمن المناوبة، بل فيها حتى في أوقات الدوام من يعتذر للزبائن بسبب نفاد العملة الصعبة المخصصة للصرف!! * للإشارة فقد اجتمع معتمرون لوكالة سياحية أخرى هم الآخرون بمطار هواري بومدين محاطون بأهلهم لتوديعهم، بينما رحلتهم لا تقلع أصلا من المطار الدولي إنما من مطار الحجاج البعيد بنحو كيلومترين ليتحول الجميع إلى هناك سيرا على الأقدام في الحر الشديد!!