التقنية لم تتطور بعد لتفصل فيما إذا كان " الغاز الصخري" مضرا أم لا؟! يعتقد الخبير الطاقوي المخضرم بيار تريزيان مدير مركز "بتروستراتيجي" للدراسات النفطية ورئيس تحرير مجلة تحمل نفس الإسم ان مسألة إستخراج الغاز الصخري في الجزائر يجب ان تفصل فيها قناعات علمية محظة بعيدا عن التجاذبات و الأراء الشخصية سواء تلك المتعلقة بالمدافعين عن المشروع او معارضيه معتبرا ان التقدم التقني في مجال إستخراج هذا المورد الغير التقليدي لطاقة رغم ماحققه من مكاسب الا انه يبقى غير كافيا لتبديد المخاوف المتعلقة بإستخراج الغاز و البترول الصخري وعلى هذا الأساس ساوى بيار تريزيان بين الجدل الذي اثير حول مخاطر إستخراج الغاز الصخري في الجزائر و فرنسا و باقي اوروبا و من جهة اخرى ثمن المتحدث الجهود الدولية التي تخوضها الجزائر حاليا لتصحيح اسعار النفط مؤكدا ان الجولات التي قام بها وزير الطاقة يوسف يوسفي تهدف لتوسيع التحالفات وتفعليها ورغم هيمنة الكتلة الخليجية والسعودية على قرارات اوبك غير ان باقي اعضائها لا تزال لهم قدرة التأثير و هو ما تحاول ان تستغله الجزائر هذه الأخيرة عكس السعودية حسب الخبير تهتم بضمان وفرة عوائد النفط الذي يمول إقتصاديات معظم دول اوبك في حين تهتم السعودية التي من الممكن ان تضمن ميزانيات سنوات طويلة بسعر نفط ب 85 دولار بالنفط كسلاح إستراتيجي يضمن امنها و شرح بيار تيرزيان في ندوة صحفية عقدها امس بمقر المديرية العامة لسونطراك بحضور المدير العام سعيد سحنون واساتذة وخبراء من الشركة مسببات ازمة اسعار النفط الحالية التي إفتعلت من طرف المملكة العربية السعودية حسبه وعاد الخبير الى ليوضح مواقف مشابهة لسعودية تلاعبت فيها باسعار النفط لأسباب جيوإستراتجية سيسية واخرى إقتصادية إالا ان الأهم و هو ما سلط عليه الخبير الضوء هو العلاقة الأمريكية السعودية في مجال النفط وإرتباطها بأزمة الأسعار الحالية وفسر مدير مركز بتروستراتيجي هذه العلاقة انها حماية تبادلية تقوم على إثرها السعودية بضمان الأمن الطاقوي للولايات المتحدةالأمريكية وتقوم الأخيرة بدور دركي الشرق الأوسط وحماية الأمن و المصالح السعودية غير ان هذا العقد الذي وقع نهاية الحرب العالمية الثانية بين الملك عبد العزيز مؤسس المملكة السعويدية و الرئيس الامريكي روزلفت باتت مهددة اليوم مع توجه الوليات المتحدة لإستغلال مقدراتها من النفط و الغاز الصخري إثر الثورة التقنية لهذا المجال ماجعلها قاب قوسين او ادني من تحقيق الإستقلال الطاقوي حيث إستوردت الولاياتالمتحدة مليون برميل فقط السنة الماضية من السعودية ما يثير مخاوق هذه الأخيرة حول ضمنات عقدها الموقع مع امريكا ما جعل تشن حربا على شركات الغاز الصخري الأمريكية عبر الدفع بالأسعار نحو مستويات تلغي الجدوى الإقتصادية لتنقيب عن موارد الطاقة الغير التقليدية و لكن من الجهة المقابلة يبدوا ان الشركات الأمريكية تتأقلم مع الأسعار الجديدة عبر إستحداث اساليب حديثة تسمح بتقليص تكاليف الإستخراج وعوض ان يدفع زبائنها اموالا عن النفط الخام فتحت الشركات رأس مالها امام اسهم الزبائن وإستقبال السندات و من ثم فإن السياسة الأمريكية التي كانت تراهن في سبعينيات القرن الماضي على رفع اسعار النفط لتغطية تكاليف استخراجه الباهضة في امريكا و كنجا و بحر الشمال قد تغيرت منذ وصول جوروج بوش الأب الى البيت الأبيض حيث تشجع اسعار الوقود المنخفظة إرتفاع الإستهلاك ما يؤدي الى إنتعاش الصناعة البترولية هناك و هو ما تثبته ارقام مبيعات سيارات الدفع الرباعي في امريكا وتحدث بيار تيرزيان عن يد امريكية خفية في قضية ازمة الأسعار الحالية مستشهدا بحوار صحفي اجراه الرئيس الأمريكي بارك اوباما إعترف فيه ان تخفيض اسعار النفط جزءا من الضغوطات المفروضة على روسيا لإثنائها عم موقفها فيما يخص الأزمة الأوكرانية هشام حدوم