الحكومة تمنع عمليات جديدة لاستكشاف الغاز الصخري بالولايات هوت أسعار النفط مجددا بعد استقرار نسبي على مدى يومين لتسجل أدنى مستوى لها منذ أفريل عام 2009. ونزلت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت بأكثر من دولارين إلى 48.90 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى لها منذ أفريل 2009 فيما خسر الخام الأمريكي 1.43 دولار إلى 47.36 دولارا للبرميل بعدما هبط إلى 47.16 دولارا أدنى مستوى له أيضا منذ أفريل 2009. وكان سعر سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ال 12 وصل أمس إلى 74.45 دولارا للبرميل مقارنة بسعر أمس الأول الذي بلغ . 44.85 دولارا للبرميل. ورغم نزول أسعار الخام عن عتبة الخمسين دولارا إلا أن منظمة أوبك لا تعتزم تخفيض إنتاجها حيث نقلت وكالة "رويترز" عن مندوب دولة خليجية في أوبك قوله إنه "لا توجد فرصة" لإعادة النظر في عتبة الإنتاج. وأشار مندوب آخر إلى وجهة النظر القائلة بأن المنتجين من خارج أوبك مسؤولون عن تخمة المعروض. وفي ظل هذه المؤشرات السالبة بدأت شركات الغاز الصخري في أمريكا تسقط واحدة تلو الأخرى فقد أعلنت شركة "WBH Energy " العاملة على استخراج النفط الصخري وهي إحدى الشركات الرائدة في الولاياتالمتحدة في هذا المجال، عن إفلاسها بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية إذ تجاوزت ديون الشركة 50 مليون دولار، الأمر الذي يشكل وضعا حرجا لشركة بمثل هذا المستوى فيما نشرت شركات أخرى تعمل في المجال نفسه بيانات حول الصعوبات التي تواجهها. وأفادت وسائل الإعلام الأمريكية بأن شركتين على الأقل على وشك إعلان الإفلاس، فيما يقول الخبراء إن استمرار حالات الإفلاس سيؤدي إلى نقص في النفط في السوق العالمية وبالتالي زيادة أسعار "الذهب الأسود"، لكن لا أحد من الخبراء يملك القدرة على التنبؤ بإمكانية عودة أسعار النفط إلى سابق عهدها. إلى ذلك، منعت الحكومة أية عملية لاستكشاف الغاز الصخري بولايات جديدة بسبب احتجاجات منطقة عين صالح بتمنراست، وحددت شروطا مسبقة لأية عملية مماثلة، في مقدمتها تنظيم مشاورات مع مواطني المنطقة وإقناعهم بالمشروع والابتعاد عن أسلوب القوة وفتح المجال لتوظيف شباب الجنوب وتكوينهم في برامج استغلال الشيست. وحسب مصادر من المجمع النفطي، أبرق الوزير الأول عبد المالك سلال إلى مسؤولي المجمع الطاقوي الجزائري سوناطراك توجيهات تتضمن عبارة "ممنوع التنقيب عن الغاز الصخري بولايات جديدة إلا بشروط"، الذين أمرهم بعدم الشروع في التنقيب عن الغاز الصخري، بنفس الطريقة التي تم اعتمادها بمنطقة عين صالح، حتى لا يتم تسجيل نفس سيناريو الاحتجاجات، مشيرا إلى أنه وقبل أية عملية للتنقيب يجب تنظيم جلسات ومشاورات مع المواطنين وإقناعهم بالمشروع وإعلامهم بحملات التوظيف التي ستحظى به منطقتهم. وأمر الوزير الأول عبد المالك سلال الرئيس المدير العام لسوناطراك بالنيابة سعيد سحنون بفتح مشاورات مع المواطنين عبر كافة الولايات المعنية بالتنقيب عن الغاز الصخري حتى لا يتكرر السيناريو الذي حدث بمنطقة عين صالح، معتبرا أنه قد يهدد أمن الدولة إذا لم يتم التحكم فيه كما ينبغي وأشار إلى أنه لا يمكن البحث عن غاز "الشيست" بالقوة ويجب إقناع مواطني المنطقة أولا، كما أمر سلال بتكوين شباب هذه المناطق حول ملف الغاز الصخري وتوظيفهم إلى جانب الإطارات المستقدمة معظمها من وهران والعاصمة والولايات الكبرى.