أعلن وزير الخارجية التونسي، الطيب البكوش، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء الرسمية،" أن الدبلوماسية التونسية، تتجه نحو إرساء تمثيل قنصلي تونسي، لدى حكومة طرابلس وآخر لدى حكومة طبرق". ويأتي مثل هذا الموقف في تناسق، مع تصريح سابق للرئيس الباجي قائد السبسي، أكد خلاله على "التزام تونس بالوقوف على نفس المسافة من الأطراف المتنازعة في ليبيا في ظل وجود حكومتين تدعي كل منهما تمثيل الشعب الليبي". وأوضح البكوش أنه لا يمكن المقارنة بين الموقف التونسي والموقف المصري من مجريات الأحداث في ليبيا، نظراً لتباين الاعتبارات لكلا البلدين، حيث تساند مصر حكومة معينة بليبيا وتعارض الثانية في حين تتعامل الدبلوماسية التونسية بحياد إيجابي مع مختلف الأطراف المتنازعة وتساند المساعي الأممية من أجل توحيد الدولة في ليبيا أمام خطر التقسيم والإرهاب الذي يتهددها". وفي تعليقه، على "خصوصية" هذا الموقف الدبلوماسي التونسي تجاه الوضع في ليبيا، قال المحلل السياسي عادل الشاوش، إن أمن تونس كبلد صغير يفتقر لإمكانيات طبيعية وقدرات عسكرية محدودة، يبقى دائما مرتبطا بالجارتين ليبيا والجزائر. كما أضاف الشاوش أن الوعي بمدى تأثير الأزمة الليبية على الأوضاع الأمنية والاقتصادية لتونس، يجعل كل متابع يتفهم مثل هذا الموقف الذي يبدو غريباً. وأشار في ذات السياق إلى أنه موقف أملته خشية تونس من أن تبدو كما لو أنها منحازة لهذا الطرف أو ذاك، في حين حسمت غالبية الدول موقفها بالاعتراف بطرف بعينه، بما يتماشى مع مصالحها الاستراتيجية. وشدد على أن تونس، وبالنظر لموقعها الجيوستراتيجي، فإنه محكوم عليها أن تمارس سياسية خارجية، كمن يمشي على حد السكين، ويمكن تشبيه هذا الوضع بموقف تونس من قضية الصحراء الغربية، حيث وجدت نفسها بين التزامها بعلاقات الأخوة والصداقة مع الجارة الكبرى الجزائر، وبين ما يجمعها بالمغرب الشقيق من وشائج التعاطف، التي نسجت على أساس التقارب والتطابق في السياسية الخارجية، على مدى النصف الأول من القرن العشرين.