عدم دفع مستحقات المتوجين في الدورات السابقة محرج جدا.. ونعتذر لهم الدورة الثامنة تكرم الراحلات فتيحة بربار وفاتن حمامة وآسيا جبار يتحدث رئيس الدورة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي، والشاعر إبراهيم صديقي ل "البلاد"، عن جديد هذه الدورة التي تنظم في ظروف خاصة، كما يكشف عن برنامج التظاهرة السينمائية، وخطة العمل التي اختارها للمهرجان في أول تجربة له كمحافظ لمهرجان وهران للفيلم العربي. انتقد الكثير قرار تعيينك رئيسا للدورة الثامنة من مهرجان وهران للفيلم العربي باعتبارك لا تمت بصلة للسينما، فما ردك على هذا؟ أنا إعلامي وظيفتي العمل الصحفي، وأشتغل في التلفزيون الجزائري منذ سنوات وتقلدت فيه مناصب كثيرة، وكنت رئيس تحرير مركزي ومديرا للأخبار لسنوات، وهذا يعني على الأقل احتكاكي بالصورة وليس بالضرورة أن أكون سينمائيا حتى يتم اختياري محافظا لهذا المهرجان، وهل بالضرورة أن تكون طبيبا حتى تكون على رأس مستشفى؟، أو أن تكون لاعبا حتى تكون مديرا لفريق كرة قدم؟.. وهنا أفتح قوسا لأتساءل: لماذا يبدو لقب الشاعر في الجزائر "إهانة"، لماذا هناك انتقاص من قيمة الشخص الذي يكتب شعرا، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق كان شاعرا، نزار قباني كان دبلوماسيا وشاعرا، الأردني إبراهيم الخطيب طبيب وشاعر أيضا، ومع هذا دعوني أوضح أمرا.. الشعر ليس مهنتي أو وظيفتي ولكنه موهبة وعلاقتي بالسينما اكتسبتها من الوسط الثقافي الذي احتك بكل مثقفيه في الجزائر وخارجها، وأنا صديق لكل هؤلاء. هذا ردك قولا على من انتقد تعيينك على رأس مهرجان وهران، فماذا أعددت من عدة حتى تثبت جدارتك بهذا التعيين؟ لست أنا من ابتكر مهرجان وهران للفيلم العربي، فهو موجود قبلي منذ سبع دورات، ما سأقوم به هو التنسيق بين مجموعة من الطاقات في مجال السينما حتى نصنع مهرجانا في المستوى، لقد كان لي متابعة دورات المهرجان السابقة عن كثب عندما كان حمراوي حبيب شوقي على رأسه وكنت أنا مديرا للإخبار في التلفزيون الجزائري، وبطريقة أو أخرى؛ رافقت المهرجان وحضرت تأسيسه ولا يجب أن ننكر كل الجهود التي بذلت من أجل هذا الجدث السينمائي العربي الهام، فالنتائج أحيانا تقرأ بموضوعية وأحيانا أخرى بذاتية، غير أنه يجب الاعتراف بأمر هام للغاية. ما هو؟ لا يمكن لأحد أن ينكر عراقتنا في السينما، فما أنجز من أفلام وما هو موجود في الساحة من أسماء هامة سواء لمخرجين أو ممثلين؛ خير برهان على عراقتنا في هذا المجال، لكن للأسف نحن لسنا بلدا عريقا في تنظيم المهرجانات، وهذا واقع يجب الاعتراف به.. نحن نتعلم ونحاول ولا يجب أن نكون واثقين جدا عندما نتحدث عن أشياء تتطلب تركيزا وتريثا وتمهلا، هناك الكثير من الثغرات سنعمل على سدها بالجهد والتفاهم. حدثنا عن برنامج الدورة الثامنة وماذا أعددتم لها؟ الموعد سيكون في الثالث جوان القادم، وإلى غاية العاشر من نفس الشهر، لكن دعوني أطرح سؤالا قبل أن أكشف عن البرنامج، وهو لماذا تم تكريس وهران على أنها عاصمة السينما وحاضنة المهرجان.. صحيح هي مدينة بديعة وأناسها رائعون، لكن هل أهلنا نحن هذه المدينة لتكون عاصمة سينمائية كل سنة.. هل نفهم من هذا أنه سيتم نقل المهرجان إلى ولاية أخرى؟ لا.. لا أقصد هذا.. ولو تعلق الأمر بولاية أخرى سأطرح نفس السؤال. ولكن ماذا أوجدنا لوهران من مبررات حتى تكون مدينة المهرجان، وأقصد أنه يجب الاشتغال هذه الدورة على مدينة وهران نفسها حتى نؤهلها لاحتضان مهرجان بهذا الحجم، وعندما يدخلها أي زائر لا يتساءل عن علاقة هذه المدينة بالسينما، لابد أن تمتثل أمام عينيه مظاهر ومعالم أو على الأقل ملامح السينما في وهران. كيف يمكن أن يحدث هذا.. هل لك أن توضح؟ سيكون لمهرجان وهران مقرا دائما، لقد التقيت بوالي الولاية ووقف إلى جانبنا، وأعطانا مقرا دائما لمحافظة المهرجان، التي لن ينتهي عملها بمجرد إسدال الستار على التظاهرة السينمائية، بل سيتواصل عملها عن طريق موقع المهرجان وسننظم ملتقيين سنويا لهما علاقة بالسينما.كما أنه تم اختيار شارع من شوارع المدينة يكون بملامح سينمائية طيلة السنة. وسنعمل على إبقاء كل الإمكانيات والتجهيزات التي كانت تخصص لهذا المهرجان، عوض نقلها كما كان يحدث سابقا، ولقد تحايلنا بعض الشيء على الإجراءات حتى تستفيد بلدية وهران من هذه التجهيزات. ماذا عن قاعات السينما التي سيتم غلقها مباشرة بعد انتهاء أيام المهرجان؟ لن تغلق هذه المرة، وإن كنا قد اشتغلنا سابقا على المهرجان فهذه الدورة سنشتغل على مدينة وهران نفسها ووزيرة الثقافة نادية لعبيدي طلبت مني أن نفكر في كيفية إرساء قواعد ونواة لمدينة إعلام في وهران، وهذا لن يكلفنا الكثير. وكأنك لا تريد الإفشاء عن برنامج هذه الدورة، حيث سألناك ولا تجيب؟ لا ولكني كنت أوضح أمورا كان لزاما علي توضيحها.. ستكون الدورة الثامنة عبارة عن شرفات وسينحني المهرجان بما فيه لأسماء هامة رحلت عنا هذا العام وهي فتيحة بربار والفنانة المصرية فاتن حمامة والروائية آسيا جبار التي كانت تكتب روايات للسينما، أما فيما يتعلق بالضيوف والأفلام المختارة فهناك طاقم يشتغل على هذا على قدم وساق وقريبا جدا ستتضح ملامح البرنامج، لكن دعوني أخبركم بأنه سيكون للمهرجان أبعاد منها بعد أكاديمي أدبي ممثلا في ملتقى حول "علاقة الرواية بالسينما" يشارك فيه عدد من المثقفين والأدباء والسينمائيين العرب، وبعد تجاري رمزي من خلال إقامة فضاء للإنتاج المشترك لتوزيع الأفلام، وستتم دعوة أهم القنوات العربية والوطنية، أما لجان التحكيم فأمرها صعب، لكن سيتم اختيار أهم الأسماء المقنعة والمؤهلة للتحكيم، وهذا متاح لأن الأسماء موجودة.. أعتقد أن كل شيئ سيكون كما نتمناه. تبدو متفائلا.. أحاول أن أكون واقعيا.. لقد دخلت المضمار الآن ورائي أشخاص وقدرات تؤهلني للحديث بارتياح.. علينا أن ندهش ضيوفنا. ماذا عن بعض المشاكل التي لا تزال عالقة من باقي الدورات وأهمها مستحقات المتوجين التي لم تصلهم بعد؟ هذا الأمر محرج جدا.. لقد قمت بتحرياتي رفقة السيدة السابقة حليمة حنكور ووجدت أن المشكل يتعلق بإجراءات في البنك ونحن نعمل الآن على الضغط والتسريع لكي تصل المستحقات إلى أصحابها وهذا لا ينفي عنا التقصير، فلا ذنب للمتوجين في مشاكلنا الإدارية وهم مدينون لنا بالاعتذار. ماذا عن ميزانية الدورة الثامنة.. يبدو أنها ستكون كبر مقارنة بباقي الدورات؟ "يبتسم".. لا هي نفسها إن كنتم تعرفون مقدارها.. سنحاول التنظيم والاستفادة من كل الخبرات والتواصل مع كل من بإمكانه المساهمة في إنجاح هذا الموعد. بعيدا عن وهران، أنت أيضا سفير لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية".. أين وصلت بك القافلة في دعوتك للدول المشاركة؟ نعم لم يبق الكثير وتنتهي مهمتي أنا وصديقي الشاعر عز الدين ميهوبي في دعوة الدول للمشاركة في هذه التظاهرة، وإن كنت سأتخلف عن مرافقة ميهوبي في الأيام القادمة لانشغالي بالتحضير لمهرجان وهران، لم يبق إلا القليل من الدعوات في المشرق والمغرب العربي فقسنطينة تستحق منا كل الاهتمام ووقفة صادقة وستزف عروسا للثقافة العربية في الموعد. هل لديك أعمال أدبية جديدة؟ معروف عني أني لا أكتب الشعر إلا قليلا، لي ديوانان وهذا ليس تقصيرا مني ولكن أحاول أن أكون مقلا ومميزا، وألا أجعل نفسي معيارا لما أكتب، عندما أقارن نفسي بمواهب أخرى أراني بعيدا وضعيفا لذا آخذ كل وقتي لأكتب ما يروق لقرائي وأخاف ألا أكون في المستوى أو أن أقع في التساهل.