لم نكن نتوقع أن يكون مصير الطفل قصي الذي اختفى عن الأنظار فجأة منذ عشية عيد الفطر الماضي وبعد عملية بحث متواصلة دامت أكثر من نصف شهر ، العثور عليه ميتا ببئر لا يبعد سوى ب 400 متر عن منزله الكائن بشارع بن تركي الصديق عبر محور الطريق الوطني رقم 05 ببلدية اليشير· ''البلاد'' تنقلت فور سماعها نبأ العثور على الطفل ''قصي المدعو عبد الرحيم'' مباشرة إلى منزل العمراني أعمر باليشير، وبمجرد وصولنا إلى شارع بن تركي حتى صادفنا عشرات المواطنين، شيوخ أطفال كلهم جاءوا لمواساة أفراد العائلة على الفاجعة الأليمة التي ألمت بها وملامح الحزن بادية على وجوههم خصوصا الأب أعمر الذي كاد يفقد صوابه من شدة الصدمة على فقدانه فلذة كبده·وعند باب المنزل قال الوالد المفجوع بنبرة تحمل الكثير من الحزن ''قدر الله وما شاء فعل'' وأضاف أنه كان يعلق آمالا كبيرة على العثور عليه حيا ولم يتوقع أن يعثر عليه بهذه الصورة الأليمة داخل بئر مهجورة·وعلمت ''البلاد'' أن عم الضحية هو من عثر على الطفل داخل البئر المهجورة المحاذية ''لمصحة العلاج بورنان'' بعد أن تفقده ليصطدم بوجود جثة الطفل تطفو على سطح الماء والتي كانت في حالة انتفاخ إذ قام على الفور بإبلاغ مصالح الحماية المدنية والأمن والدرك الوطني الذين تنقلوا بسرعة إلى عين المكان، حيث تم انتشال الطفل قصي وتحويله إلى مستشفى لخضر بوزيدي· واللغز المحير الذي لا يزال يطرح العديد من التساؤلات هو كيفية دخول الطفل إلى البئر المغلق بإحكام حيث يستحيل على طفل في مثل سنه الوصول إليه· ''البلاد'' تنقلت إلى البئر الذي تم فيه العثور على الطفل عبد الرحيم، حيث وجدناه مغطى بالصفائح الحديدية ومبنيا بجدار من طوب ويجعل أمر الوصول إليه مستحيلا·من جهة أخرى، أكدت مصالح أمن ولاية برج بوعريريج خبر العثور على الطفل في انتظار استكمال نتائج التحقيق الطبي وتحديد ملابسات الوفاة التي أصبح يشوبها الكثير من الغموض وتطرح علامات استفهام عديدة·