عائلات سكنها الرعب و أطفال تحت أعين أوليائهم في كل مكان تداولت في الأسابيع الأخيرة أخبار اختفاء الأطفال و إختطافهم بولاية برج بوعريج ، ما دفع بالعديد من المواطنين إلى التساؤل عن أسباب تزامن هذه الظاهرة مع بداية الدخول المدرسي ، و كذا بعد أعوام من اختفاء هذه الظاهرة الدخيلة عن المجتمع الجزائري بصفة عامة و العائلات البرايجية بصفة خاصة ، وعن الجهات التي تقف وراء هذا اللغز الذي حير العديد من الأولياء و أدخل في قلوبهم حالة من الخوف على فلذات أكبادهم و فيما تباينت درجات الحذر و اليقظة بين الأولياء ، حاولت النصر الغوص أكثر بين العائلات البرايجية للوقوف عند مخلفات هذه الحوادث و السيناريوهات المتداولة في الشارع .خرج من المنزل عشية عيد الفطر و لم يعد ، طفل في سن الزهور (04 سنوات ) اختفى عن الأنظار بالقرب من المنزل في بلدية الياشير و غابت أخباره ، ترك ألما عميقا و حسرة كبيرة بين أهله و جميع من بلغه الخبر لمصيره المجهول و حال عائلته الفقيرة و لما لحق بالمجتمع البرايجي من مظاهر كانت إلى وقت قريب مجرد أخبار تتناقلها الصحف ووسائل الإعلام . وقع الحادثة أيقظ الجميع و ضاعف من حالات اليقظة بين الأولياء.و دقت نواقيس الخطر بخبر اختطاف طفل آخر بالقرب من منزله العائلي بحي الباطوار الشعبي بعد أسبوع من الحادث الأول ، و أصبح يوم الخميس نذير شؤم لتصادف الحادثين في ذات اليوم . رفع أذان الفجر من يوم الجمعة بمسجد الحي القريب من مقبرة سيدي بتقة خرج الناس كعادتهم للصلاة ، لكن أمرا لفت انتباههم سيارة رصاصية اللون تحوم بأزقة الحي العريق الضيقة ، حولت هدوء الحي المألوف في هذه الساعة إلى سر أذهب عن بعضهم خشوع الصلاة ، و بقي يدور في أذهانهم إلى أن بلغهم خبر عودة يوسف بعد العثور عليه مرميا أمام ممر السكة الحديدية المجاور للحي . اكتظ الشارع بالمهنئين و تحول حزن العائلة إلى فرح، و بقيت أم عبد الرحيم تبكي فلذة كبدها ، والده يتنقل على الفور محملا بصور ابنه إلى بيت يوسف المختطف عله يجد خبرا لفك لغز اختفاء ابنه لأزيد من ثمانية أيام ، لكن حزنه يتضاعف بعد تأكيد يوسف على رؤيته لعشرة أطفال أقل منه سنا داخل منزل هش أرضيته من تراب و سقفه من قرميد ، بينهم ستة ذكور و أربع بنات . البرايجية يستيقظون كل يوم على وقع هذه الأخبار في الصحف ، وتختلف الانطباعات و الآراء و الشيء المميز هو زيادة وعي المواطن بخطورة الظاهرة و الرفع من احتياطاتهم لحماية أبنائهم من أي مكروه قد يؤدي بهم إلى مصير يوسف و عبد الرحيم. الإذاعة المحلية تكتفي بالتكذيب و تؤكد على تسجيل حالتين فقط ، لكن تخوف المواطنين يزداد وسكان الياشير يغلقون الطريق السيار و الوطني رقم 05 للمطالبة بتكثيف عمليات البحث و توفير الأمن بالقرب من المدارس . جهات تتهم بعض الصحف بتأجيج الوضع ... ، و ألم والد عبد الرحيم و أمه و جميع أقربائه يتضاعف ، سيناريو اختفاء الطفل يتبادر إلى الأذهان وفي كل يوم تظهرأمهات على الشرفات لحراسة أبنائهن على غير العادة ، و أطفال يحظون برعاية خاصة و غير معهودة في تنقلهم إلى المدارس ، و الأولياء يصرون على إدخال أبنائهم إلى المدرسة قبل التوجه إلى العمل و العودة في المساء لاصطحابهم إلى المنازل .أولياء التقت بهم " النصر " أكدوا على تغيير تقاليدهم في التعامل مع أبنائهم. زوينة عاملة بمكتب خاص وسط مدينة البرج و أم لطفل في الروضة ، أوضحت أن الأخبار الأخيرة جعلتها أكثر يقظة على ابنها الوحيد ، حيث أصبحت لا تفارق شرفة المنزل أثناء خروجه في فترات المساء للهو مع أترابه من الأطفال الصغار وسط الشارع ، و لم يتوقف تخوفها عند هذا الحد بل أكدت على أن الهوس يبقى يرافقها في كيفية التعامل في حال محاولة اختطافه رغم رؤيته و هي على الشرفة .فاطمة هي الأخرى أوضحت في حديثها أن رواج هذه الأخبار دفع بالعديد من العائلات إلى الحرص على مرافقة أبنائهم في كل مكان ، مشيرة إلى وضع أختها المطلقة التي تحولت طباعها منذ السماع بخبر اختفاء عبد الرحيم بالياشير خوفا على ابنها الوحيد " لونيس " ، خاصة و أنها تقطن بالقرب من مسكن الطفل المفقود ، حيث أصبحت أكثر حرصا على فلذة كبدها الذي تتبع خطواته من شرفة المسكن رغم عدم بعد المدرسة الابتدائية عن منزلهم سوى ببضع الأمتار ، فضلا عن نهيه من الخروج إلى الشارع إلا بمرافقة الكبار .أب لطفلين يقطن بحوزة نويوة بعاصمة الولاية ، أوضح هو الآخر أنه أصبح مجبرا على نقل ابنه عبد الرحمان إلى المدرسة رغم قربها من منزله و ارتباطاته في العمل ، خوفا من تعرضه لمصير الطفلين الآخرين . و أضاف " أعطيت نصائح لأبنائي بعدم الحديث مع الغير رغم إلحاحهم ، و كذا عدم تقبل الهدايا مثل الحلوى ، و البقاء داخل المنزل في ساعات الفراغ " ، و قال " الأمور تغيرت أنا أب متوسط الدخل و أعين عصابات الاختطاف موجهة نحو المال ، لم نفهم شيئا هناك من يقول أن العصابة تختطف الأطفال لاستئصال الكلى و إعادة بيعها ".من جهة أخرى ترك تصريح يوسف المختطف العديد من التأويلات بين الأولياء فمنهم من كذب سيناريو الإفراج بهذه الطريقة ، كما أشار البعض على عدم الأخذ بتصريحه بالنظر إلى صغر سنه و حالته أثناء الإختطاف لكونه كان في حالة تخدير رغم تأكيد الطفل على استفاقته من التخدير بينما كان داخل شقة الإحتجاز . و نشير أن عملية الإختطاف حسب الرواية المتداولة كانت بالقرب من منزلهم ، أين قام أحد أفراد العصابة بمباغتته من الخلف و تخديره ، قبل أن يقوم بإدخاله إلى السيارة و الفرار به إلى وجهة مجهولة مع مرافقه ، بينما كان متوجها مع أخته لشراء الأدوات المدرسية من محل قريب من المنزل ، و تم الإفراج عنه بعد ساعات من الاختطاف ، أين عثر عليه بمنطقة غير بعيدة عن منزله ، من قبل أمه وزوجها فجر يوم الجمعة الفارط. إختطاف القصر بالبرج بين الحقيقة و التهويل راجت أخبار الإختطاف و تناسلت بشكل ملفت للإنتباه بولاية البرج ، و بين الحقيقة و التهويل ، تاهت العائلات ، إعلانات تعلق بشكل يكاد يكون أسبوعي في الأشهر الأخيرة ، لعائلات تبحث عن ذويها ، عائلة من برج لغدير تبحث عن ابنتها البالغة من العمر 14 سنة اختفت من المنزل في الأسبوع الأول من شهر رمضان ، بعد يوم يتبين أنها غادرت المنزل باتجاه ولاية سطيف ، و التقت بعجوز هناك قامت بنقلها إلى منزلها ، و أقنعتها بضرورة الاتصال بأهلها و العودة إلى أمها . أسبوعان من بعد يستيقظ سكان بلدية العناصر على خبر اختفاء الفتاة فريدة التي تعاني حسب أهلها من مرض عقلي و يتضح بعد أسبوع من البحث أنها متواجدة بدار الرحمة لولاية سطيف ، و أن سبب مغادرتها للمنزل يعود لشجار عائلي . خبر آخر ينزل على العائلات البرايجية كالصاعقة يوم عيد الفطر عن اختفاء الطفل عبد الرحيم في ظروف غامضة ببلدية الياشير ، لكن هذه المرة لا مكان للإشاعة و التهويل و مصير الطفل يبقى مجهولا رغم محاولات البحث و استنفار مصالح الأمن و السلطات الولائية ، و لا يزال الكثير من الغموض يشوب قضيته رغم تجند المئات من المواطنين بالبلدية للبحث عنه في مختلف الأماكن و الاتصال بجميع أقربائه و أهله ، لم يكن أحدا يؤمن بوجود عصابات لاختطاف الأطفال ، و اختلفت السيناريوهات بخصوص الاختفاء .بعد أسبوع من الحادثة اختلطت تقديرات المواطنين بسماعهم لحادثة اختطاف يوسف و أصبح أمر الاختطاف حقيقة يتداولها الشارع في كل مكان ، مع فبركة سيناريوهات حول مصير الأطفال و الأسباب التي دفعت هذه الجماعات المجهولة لاختطافهم ، بين ابتزاز عائلات الضحايا للحصول على المال أو للمتاجرة بأعضائهم و غيرها من التوقعات التي تعبر عن حالة الهوس بين المواطنين . كما أعادت هذه الحوادث إلى الأذهان إشاعة اختطاف طفل في العام الماضي من قبل امرأة ببلدية مجانة لغرض السحر و الشعوذة ، إضافة إلى إشاعات أخرى باختطاف فتاة بالقرب من مديرية المصالح الفلاحية بعاصمة الولاية و كذا ببلدية المنصورة غرب ولاية برج بوعريريج ، و تبين أنها مجرد أخبار لا أساس لها من الصحة لأغراض تبقى غامضة . الوالي يزور عائلة الطفل المفقود بالياشير تحركت السلطات الولائية بولاية البرج ، بعد ارتفاع درجات التخوف بين العائلات ، حيث تنقل والي البرج مرفوقا بالسلطات الأمنية للولاية يوم أمس الأول إلى منزل عائلة عبد الرحيم ببلدية الياشير للتعاطف معها و مؤازرتها في محنتها . و حسب بعض الحضور فقد أكد والي الولاية على حرص السلطات لتوفير الهدوء و الأمن ، و مقاسمتهم ألم الاختفاء مطمئنا العائلة باتخاذ جميع الإجراءات من قبل مصالح الأمن و الدرك الوطني لاسترجاع الطفل المفقود و كذا للوقوف في وجه هذه العصابة ، كما أشارت مصادر أمنية إلى تسخير فرق خاصة لذات الغرض . مديرية الأمن تضع رقما أخضر تحت تصرف المواطنين و تؤكد على تسجيلها لحالتين حالة الخوف التي سادت العائلات البرايجية حتمت على مديرية الأمن الولائي إصدار بلاغ ، للتأكيد على تسجيل حالتين عبر إقليم الولاية ، الأول للطفل المفقود عبد الرحيم و الثاني للطفل المفرج عنه يوسف ، فيما نفت الأخبار المتداولة بخصوص تصريحات الطفل يوسف بتواجد عشرة أطفال لدى أفراد العصابة ، مشيرة إلى تلقي مصالحها لبلاغين عبر كامل تراب الولاية . كما أوضحت بخصوص الطفل المفقود ببلدية الياشير ، أن الأمر يتطلب تظافر جهود الجميع بمشاركة المواطنين ، من خلال يد العون بالتبليغ عن أي معلومات على صلة بالقضية ، و حمل ذات البيان اهتمام كل مصالح الأمن و سلطات الولاية ، لبذل جميع المجهودات قصد إرجاع الطفل سالما إلى أهله ، مع وضعها لرقم أخضر مجاني (1548) في متناول المواطنين للإدلاء بأي معلومات في هذا الشأن .