"كرانس مونتانا" له سوابق في دعوة مجرمي الحرب الإسرائيليين للمشاركة تبرأت الخارجية الإسبانية يوم أمس من مشاركة رئيس الحكومة الأسبق خوسي لويس ثاباثيرو في منتدى "كرانس مونتانا" الذي عقده المغرب في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، واعتبرت إسبانيا أن مشاركة ثاباتيرو لا تعبر إلا عن شخصه ولا علاقة لها بموقف الحكومة الإسبانية الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وجاء البيان ضربة موجعة للمغرب الذي راهن ملكه على مشاركة الدول الكبرى في المنتدى الذي انطلق باهتا مما جعل ملك المغرب يوفد رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران لقراءة رسالة نيابة عنه، حيث أعلن عن مشروع سماه المغرب الإفريقي، عشية جولة إفريقية يقوم بها محمد السادس لعدد من الدول الإفريقية لتدارك الضربة التي تلقاها من قبل الرئيس النيجيري الذي رفض الانخراط في المسعى المغربي بشأن مستقبل النزاع في الصحراء الغربية، وعليه فقد لجأ محمد السادس إلى الإعلان عن مشروع وهمي لا يمكن تحقيقه من بلد يئن شعبه تحت وطأة الفقر والاحتكار الذي تمارسه طبقة اجتماعية تمثل "المخزن" الذي يدعم سياسة إغراق المنطقة المغاربية ودول حوض البحر الأبيض المتوسط بالمخدرات، وهو ما أكدته تقارير أممية كشفت عن ترتيب المغرب في صدارة الدول التي ترعى تجارة المخدرات في العالم، ومن أكثر الدول التي تعمل على إغراق دول الجوار "الجزائر" بالمخدرات. الإعلان المغربي عن مشروع "المغرب الإفريقي" في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها معظم دول العالم يعتبر وهما يأتي في محاولة فاشلة للتعاطي مع المطالب الاقتصادية في إفريقيا وحاجة الدول إلى تعاون فعال يخرجها من أزمة اقتصادية طال أمدها، لكن الإمكانات الاقتصادية التي يتوفر عليها المغرب لا تسمح بتحقيق أي من هذه الأوهام التي يتم الإعلان عنها بشكل ارتجالي فقط في محاولة لتدارك الهزائم السياسية التي تلحق بالمغرب وسياسته الاستعمارية في الصحراء الغربية، ورغم عقد منتدى "كرانس مونتانا" في مدينة الداخلة المحتلة، وحضور عدد من رجال الأعمال والشركات الاستعمارية التي تأمل في وضع موطئ قدم لها في المنطقة، فإن الدول الكبرى وقادتها غابوا بشكل واضح عن المنتدى الذي سقط هذه المرة في مستنقع دعم الاستعمار، مما يمس بمصداقيته المتدهورة أصلا، حيث سبق أن غادر الرئيس التركي رجب أردوغان إحدى جلساته العلنية أمام الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز فيما كانت غزة تتعرض للإبادة الإسرائيلية وجرائم التقتيل، لذلك لا عجب أن يتورط المنتدى في إقامة دورته بمدينة لازال الصراع قائما فيها بين الاحتلال المغربي والشعب الصحراوي مثلما سبق أن احتفى بالإسرائيليين من قادة الحرب على الشعب الفلسطيني.