تحركات مشبوهة وحديث عن إنشاء مراكز تدريب لكتيبة "عقبة بن نافع" عززت قوات الجيش الوطني الشعبي تواجدها في المناطق الحدودية الشرقية، حيث استمر يوم أمس وصول عدد إضافي من الفرق العسكرية التابعة للناحية العسكرية الخامسة وكتائب القوات الخاصة والمشاة وحرس الحدود. وبينما ذكرت مصادر أن قوات الجيش أحكمت حصارها لمجموعة إرهابية مجهولة العدد تكون قد تسللت من منفذ حدودي مع تونس عبر ولايتي الطارف وسوق أهراس، أكد مصدر أمني محلي سألته "البلاد" أمس أن "التعزيزات الحالية تدخل في إطار إجراءات احترازية عاجلة متزامنة مع عملية عسكرية تونسية جارية على محور ثلاث ولايات حدودية". وأشار المصدر إلى أن "التعزيزات العسكرية جرى دعمها بتكثيف الطلعات الجوية لطائراتها الحربية في المناطق الحدودية لمساعدة الجيش التونسي على رصد العناصر الإرهابية والكشف عن أماكن اختبائها، موضحا أن عمليات تمشيط واسعة باشرتها قوات الجيش مع تشديد الرقابة عبر مختلف المسالك بتكثيف الدوريات والحواجز الأمنية، لتأمين الحدود ومنع تسلل العناصر الإرهابية عبر نقاط التماس المشتركة". وذكر مواطنون وسائقون أمس أن هذه التعزيزات اللافتة مازالت تصل تباعا إلى الولايات الحدودية من الطارف وسوق أهراس إلى تبسة وصولا إلى الوادي وبسكرة. وعلى الصعيد نفسه كشفت مصادر مطلعة أن الوحدات العسكرية العاملة في الحدود الشرقية منعت حركة التنقل عبر طرق فرعية يستعملها في العادة رعاة المناطق الحدودية والبدو الرحل، وحصرت في ذات الإطار سير المركبات رباعية الدفع في ممرات محددة تخضع للمراقبة الأمنية على مدار الساعة لحصار المهربين والإرهابيين. وتشرف على هذا المخطط الأمني وتنفيذه هيئة مشتركة تنسق بين قوات الجيش الموجودة في الناحيتين العسكريتين الرابعة والخامسة وقيادات الدرك الوطني وحرس الحدود، بحيث جندت قيادة الجيش كل الإمكانات والوسائل لتشديد الرقابة على الحدود المشتركة للجزائر وتونس. وفي سياق ذي صلة تمكنت قوات الأمن التونسية نهاية الأسبوع من تفكيك "خلية تكفيرية" في جهة "سبيطلة" بولاية القصرين الحدودية مع الجزائر. وحسب بيان الوزارة، فإن الخلية المكتشفة "تتكون من خمسة عناصر، بعضها مرتبط مباشرة بعناصر كتيبة عقبة بن نافع الفارة بجبال القصرين وتنشط على الشبكة العنكبوتية". وكشف الأمن التونسي أن هذه الخلية تقوم بÇالترويج لعمليات الجماعات الإرهابية بالداخل والخارج فضلا عن خضوعها لتدريبات بدنية بهدف تحسين جاهزيتها القتالية ريثما تتلقى التعليمات من قيادات الكتيبة". كما أكدت الداخلية التونسية أن "الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب تمكنت في إطار هذه العملية من حجز بعض الذخيرة والأسلحة البيضاء والهواتف الجوالة، فضلا عن مطويات وكتب ومنشورات تُروّج للفكر التكفيري وقطعة من مخدّر الزطلة". تجدر الإشارة إلى الأمن التونسي قد حقق خلال الفترة الأخيرة عدة نجاحات مكنت من تشديد الخناق على أنشطة الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأكدت الجهات الأمنية على وجود مجهودات خاصة من أجل الكشف عن الخلايا المرتبطة بكتيبة "عقبة بن نافع" المرابطة خاصة بجبل الشعانبي من محافظة القصرين، مما سوف يسمح بقطع الإمدادات عنها وعزلها بالكامل عن عناصر الدعم، وفق تأكيدات الداخلية.