رئيس الحكومة الحبيب الصيد يُقرّ بقصور سهّل وقوع الهجوم أعلن مسؤول أمني تونسي أن منفذَي الهجوم الذي استهدف الأربعاء الماضي متحف باردو في تونس العاصمة تدربا على استخدام السلاح في ليبيا، بينما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنظيره التونسي الباجي قائد السبسي دعم الولاياتالمتحدةلتونس واستعدادها للمشاركة في التحقيق. وقال كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشؤون الأمنية رفيق الشلي في حديث تلفزيوني، إن منفذي الهجوم "عنصران متطرفان سلفيان تكفيريان غادرا البلاد في ديسمبر خلسة إلى ليبيا وتمكنا من التدرب على الأسلحة هناك". وكان تنظيم "داعش" قد تبنى اليوم الهجوم على متحف باردو في تسجيل صوتي نشر على الإنترنت، حيث قال إن اثنين من عناصره نفذا الهجوم، وهما أبو زكريا التونسي وأبو أنس التونسي، مستخدمين الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية. وانتهى التسجيل بتهديد واضح موجه إلى التونسيين "إن ما رأيتموه اليوم أول الغيث بإذن الله، ولن تهنؤوا بأمن أو تنعموا بسلام". وقبل صدور البيان، أعلنت الرئاسة التونسية اعتقال تسعة أشخاص، أربعة منهم لهم علاقة مباشرة بالهجوم، أما الخمسة الآخرون فيشتبه في أن لهم صلة بالخلية التي نفذته، كما كشفت عن هوية المنفذيْن، وهما ياسين العبيدي وحاتم الحنشاوي. ومن جهة ثانية، أجرى أوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس التونسي قدم خلاله تعازيه ودعم بلاده لتونس عقب الهجوم، كما أبدى استعداد الولاياتالمتحدة لدعم التحقيق الجاري بشأنه. وقال بيان صادر عن البيت الأبيض إن أوباما أثنى على الشعب التونسي لالتزامه بالوقوف بقوة ووحدة في وجه "الإرهاب"، مشددا على أن ديمقراطية تونس "مثال قوي في المنطقة وما وراءها". وتواصلت الإدانات الدولية والعربية للهجوم، حيث وصفه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام بالعمل الهمجي، معتبرا أنه "يطال التجربة التونسية المميزة التي حظيت باهتمام العالم واحترامه". كما أدان مجلس وزراء الداخلية العرب العمل الإرهابي الجبان، معلنا تضامنه مع تونس "في هذه المحنة العصيبة". أما الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان فرأت أن العنف لا يمكن أن يهدف إلا إلى زعزعة استقرار بلد "اختار درب الديمقراطية". وبدورها أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الهجوم ووصفته بأنه "إجرام بحق القيم الإنسانية"، كما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية المنبثقة عن البرلمان المنحل في طبرق استعدادها "للتعاون التام مع القوى التي تحارب الإرهاب في تونس". من ناحية أخرى، أقرّ رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد بوجود إخلالات أمنية سهّلت وقوع الهجوم على متحف باردو الذي قتل فيه 23 شخصا أغلبهم سياح، في حين شهدت العاصمة تونس استنفارا أمنيا واعتقال تسعة أشخاص للاشتباه في صلتهم بهذا الهجوم الأسوأ منذ الثورة. وخلال مؤتمر صحفي؛ اعترف الصيد بالتقصير الأمني الذي تسبب في تسلل المهاجمين إلى المجمع الذي يضم مبنيي البرلمان والمتحف، وتعهد بفتح تحقيقات وتتبع المسؤولين عن الإخلالات. كما نفى تفكير وزارته في استدعاء قوات الاحتياط للجيش لتأمين المدن. ومن جهتها، أعلنت الرئاسة -إثر اجتماع طارئ ضم القيادات الأمنية والعسكرية العليا- أنه سيتم نشر الجيش بالمدن الكبرى. وقالت إنه تقرر "القيام بإجراءات تأمين المدن الكبرى من طرف الجيش". وأضافت في بيان -بعيد اجتماع المجلس الأعلى للأمن والمجلس الأعلى للجيوش بإشراف رئيس البلاد الباجي قايد السبسي- أنه تقرر أيضا دعم التنسيق بين الأمن والجيش، ومراجعة السياسة الأمنية بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية. وتصب القرارات الأخرى التي كشف عنها البيان في توفير مزيد من المعدات والتمويلات للقوات الأمنية والعسكرية.