من المسؤول عن ضياع مصالح آلاف التلاميذ وحرق أعصاب أوليائهم؟! أثار قرار نقابة الكنابست بوقف إضرابها بعد الاجتماع المفاجئ الذي عقدته مع الوزارة الوصية يوم الخميس، الذي تزامن مع آخر يوم من الفصل الدراسي الثاني عدة تساؤلات حول "جدية" المواقف والتصريحات والتراشق بالتهم التي أطلقها الطرفان على مدار الأيام الأخيرة والتي كانت تعكس "انسدادا "ليس من السهل حله، غير أن "التنازل"المفاجئ للوزيرة بن غبريط والقبول السريع للكنابست، يؤكد أن القضية تتعلق بلعبة مصالح راح ضحيتها التلاميذ وأوليائهم وسيتنكشف مع الوقت. وأكد المتتبعون للشأن التربوي أن تعجيل الكناباست بالإعلان عن وقف إضرابه خلال يوم التفاوض نفسه مع وزارة التربية الوطنية وتزامنه مع انطلاق العطلة، يزرع الشكوك في نفوس التلاميذ وأوليائهم ومتتبعي أوضاع القطاع حول أن القضية قضية مصلحة تم استغلال التلاميذ فيها لسوء الحظ. وتطرح عدة تساؤلات نفسها بشأن تعليق الإضراب خلال نفس يوم التفاوض، رغم أن الاجتماع الذي تم تنظيمه بين الكنابست والوزارة دام الى غاية ساعة متأخرة، حيث لم يكن هناك الوقت الكافي للكنابست لجمع أعضاء مجلسه الوطني للتفاوض بشأن المحضر، خاصة وأن الكنابست لا طالما تغنى بقواعده العمالية ويركز خلال كل مناسبة على قرار العودة لها لاتخاذ أي قرار. وكان قد أعاب على أطراف التكتل فيما مضى واتهمه بعدم العودة للقواعد العمالية لاتخاد قراراته، فلمادا تجاه الكنابست قواعده العمالية هذه المرة ولصالح من؟! أم أن الأمر يتعلق بقضية مصالح تم إبرامها بين الطرفين؟! ويرجح أن يكون ملف الخدمات الاجتماعية، وربما اتفق الكنابست مع بن غبريت على الإبقاء على التسيير الحالي للخدمات الذي لقي رفضا بالاجماع من طرف نقابات التربية وهو ما يعد بيت القصيد في الإضراب. كما يطرح قبول مطالب النقابة التي رفضتها الوزارة سابقا جملة وتفصيلا لتنافيها مع القوانين المعمول بها على حد قولها، احتمالات أخرى، الأول يخص أن قبول المطالب هو مغالطة اعتمدها التنظيم وأن الوزارة لم توافق على مطالب هذا الأخير، بالنظر لكون مطلب التقاعد بعد 25 سنة بقي عالقا. في حين أن مطلبي الترقية الآلية ولجان طب العمل لم تتغير، حيث تم الابقاء على ما تم الاتفاق عليه مع أطراف التكتل بشأن الحصول على أكبر قدر من مناصب الترقية وتجميد هذه الأخيرة، فقد تم فقط خلال هذا اللقاء تحديد العدد ب 45 ألف منصب، وهو الشأن بالنسبة لطب العمل، فقد سبق للوصاية وأن أعلنت عن القرار الوزاري المنظم للعملية وتنصيب مقرات طب العمل عبر الولايات، فهل تخصيص 45 ألف منصب للترقية يعد مبررا لرهن مصير أجيال من التلاميذ عاشوا إضرابات واضطرابات نفسية من شأنها التأثير على مشوارهم الدراسي، خاصة المقبلين على امتحانات البكالوريا؟! كما أن تعجيل الكناباست بالإعلان عن وقف إضرابه تزامنا وانطلاق العطلة والتزامه بتعويض الدروس الضائعة بدءا من الأحد المقبل، جاء حسب المتتبعين لقضايا القطاع بعد مراسلات تلقاها هذا الأخير من الأساتذة عبر مختلف الولايات تقضي بالتحاق الأساتذة بمناصبهم بعد العطلة، بعد تضررهم من الخصم الذي دام أسابيع وبلغ 13 يوما من شهر فيفري، في انتظار خصم شهر مارس وتفاديا لخصم أيام العطلة وهو ما يفسر تسرع هذا الأخير في وقف الإضراب عشية العطلة الربيعية، يضاف إلى ذلك دخول التلاميذ وأوليائهم كطرف في الصراع، حيث ثار هؤلاء على الأساتذة واتهموهم بالركض وراء المال ومقابل رهن مصير أجيال. الوزيرة بن غبريت بدورها توجد في موقف لا تحسد عليه، خاصة وأنها انتظرت فترة خمسة أسابيع من الإضراب وتعطل مصالح التلاميذ سعت خلالها على قدم وساق رفقة مهندسيها لاعتماد مختلف السبل لاعادة الاستقرار للقطاع وتكسير الإضراب، حتى وان كان بطرق غير معقولة اتفق الجميع على أنها مهزلة مثل "الأقراص المضغوطة".