علمت ''البلاد'' من مصدر موثوق أن الأجهزة الأمنية أحبطت خلال شهر رمضان الماضي، مخططا لتجنيد شابين جزائريين كانا ينويان الالتحاق بصفوف ''القاعدة'' في العراق بمساعدة من رعية سوري اتفقا معه على الدخول إلى الأراضي التركية بهويات مزورة، وقد مثل المتهمان نهاية الأسبوع الماضي أمام عميد القضاة لدى محكمة الحراش. وحسب المصدر ذاته، فإن المتهمين وهما شابان في الثلاثينات من العمر ينحدر الأول من ولاية تلمسان والثاني من العاصمة ويخضعان للتحقيق على أساس الانتماء لجماعة إرهابية خارج الوطن. وقد تم إلقاء القبض عليهما بعد تحقيق سري وعمليات رصد لاتصالاتهما قامت بها الجهات الأمنية في إطار جهود مكافحة الإرهاب، وذلك بعد تلقيها معلومات عن تحرك مشبوه للرعية السوري. وحسب المخطط الذي رسمه هذا الأخير لتهريب الشابين فإن الخطة كانت تقضي بتوجههما إلى الأراضي التركية نحو حدودها الشرقية لدخول العراق عبر الأراضي الكردية، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية بالأراضي السورية من توقيف الرعية الذي ضبط بحوزته وثائق مزورة للمتهمين من أجل إدخالهما بهويات غير صحيحة منتحلين شخصيات مستعارة للالتحاق بعدها بصفوف تنظيم ما يعرف ''القاعدة في بلاد الرافدين''، غير أن مصالح الأمن تمكنت من إحباط المخطط. وقد كشف التحقيق الأولي أن المتهمين تعرفا على الرعية السوري عبر الأنترنت من خلال دخولهما إلى المنتديات والمواقع الإرهابية، في حين أنكرا خلال استجوابهما الأول علاقتهما بأي نشاط مع ''القاعدة'' ونفيا حتى رغبتهما في الانخراط بصفوفه، مصرحين أنه لو كانا يريدان العمل المسلح لكانا انضما إلى الجماعات الإرهابية في الجزائر وليس العراق، هذا ويظل التحقيق جاريا فيما يتواجد المتهمان رهن الحبس لغاية إجراء المحاكمة وإحالة الملف على غرفة الاتهام. يذكر أن سماع المتهمين جاء بعد أن استمع عميد القضاة بحر الأسبوع الماضي لعدد من الإرهابيين المتواجدين منذ مدة رهن الحبس في قضية انتمائهم لجماعة إرهابية كانت تخطط لتفجير ميناء العاصمة حسب المعلومات الأولية، حيث ينحدر أغلب المتهمين من منطقة براقي، ويحاط الملف بسرية تامة في انتظار تفاصيل أخرى عن مجريات التحقيق.