عادت لعبة القط والفأر بين وزير التربية من جهة والنقابات المستقلة من جهة ثانية. وحتى لا نقول كلاما آخر، بتعبير غير لائق، فإن وزير التربية لم يقل الحقيقة عندما ادعى أنه سلّم أموال الخدمات الاجتماعية ئللمركزية النقابية حتى لا تذهب للفيس لشراء الأسلحة، والحاصل كما قالت النقابات المستقلة إن''السيت'' وهي نقابة العمل التابعة للحزب المحل آنذاك حلت هي الأخرى سنة 1992 وأن أموال الخدمات الاجتماعية لعمال التربية والتعليم سلمت للاتحاد العام للعامل الجزائريين سنة .2004 والمثير في القضية أن المركزية النقابية لم تضخ الأموال في صندوق الخدمات، بل في الخزينة العمومية، أي أن اقتطاعات عمال التربية وعرق جبينهم تم تحويله للحكومة وقتها. فلماذا يحاول وزير التربية الزج بحكاية الفيس الذي ''مات والسلام'' في قضية لا علاقة لها لا بالسياسة ولا بالأحزاب.. غريب ما نسمع من تصريحات تصدر عن أشخاص يفترض أنهم واجهة مؤسسات الدولة، وأن أي تحايل منهم أو إخلال بثقافة رجال الدولة المفترض أن يتصفوا بها هي ضرب للبلد برمته، فلماذا يزج بن بوزيد بحكاية قديمة في ملف جديد؟ وهل يخشى بن بوزيد على أموال عمال التربية من النقابات المستقلة؟ وأي نوع من الأسلحة هذه التي يمكن أن تقتنيها النقابات المستقلة لعمال القطاع إذا سلمنا جدلا أن أموال هؤلاء العمال هي السبيل الوحيد لشراء السلاح؟! وإذا كانت الوزارة لا تثق في النقابات المستقلة وتضع البيض كله في سلة نقابة سيدي السعيد، ألا تتعض من التسيير غير المسؤول لنقابيي المركزية بأموال المعلمين؟ إن ملف الخدمات الاجتماعية لقطاع التربية يوازي في ثقله وأهميته الكثير من الملفات الثقيلة، وقد كشفت التجارب أن وضعه بيد المركزية النقابية استنزف حقوق عمال التربية، وأن حكاية الفيس، هذه الفزاعة التي استنجد بها وزير التربية لتبرير الفساد والفشل، حكاية مكشوفة.. وأن الوضع يتطلب المزيد من الصدق والنوايا الحسنة لطي هذا الملف بصفة نهائية!.