جهود ديبلوماسية بخصوص الملفين اليمني والسوري والبرنامج النووي كثفت الديبلوماسية الجزائرية اتصالاتها بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية حول الملفات الخلافية التي تهدد بتأجيج النزاعات المسلحة في المنطقة، حيث تحاول الجزائر منذ بدء "عاصفة الحزم" في اليمن نقل رسائل متبادلة بين البلدين لإنهاء حالة الاحتقان ووضع حد لسياسة التصعيد العسكري. وتوزعت الملفات التي تخوض الجزائر وساطة بشأنها بين الرياضوطهران من أزمة الحوثيين إلى الاحتكاك البحري عبر مضيق باب المندب، إلى الثورة السورية وصولا إلى تداعيات الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية. وأفادت أمس وكالة "الأناضول" التركية للأنباء نقلا عن تصريحات مصدر دبلوماسي جزائري، إن الجزائر "نقلت خلال الأسبوعين الأخيرين رسائل متبادلة بين الرياضوطهران تتعلق جميعها بوضع حدود صارمة للنزاع المسلح في اليمن لمنع تحوله إلى حرب إقليمية أوسع". ووفق المصدر ذاته، الذي فضل عدم ذكر اسمه، فإن الرسائل جاءت "في شكل تحذير أو طمأنة بين الطرفين، ومن بين الرسائل التي تناقلها البلدان عبر الجزائر إجراء تم التوافق بشأنه لمنع الصدام بين سلاح البحرية السعودية وسفن شحن إيرانية تمر عبر مضيق باب المندب، وإجراء ثان لمنع الصدام بين سلاح البحرية الإيراني والسعودي". وأضاف الدبلوماسي "يتواصل المسؤولون في طهرانوالرياض عبر الجزائر لمنع أي تدهور للوضع على صعيد المواجهات العسكرية في اليمن"، وأوضحت "الّأناضول" نقلا عن مصدرها أن "الجزائر تعتقد أنه قبل الشروع في أي حل للنزاع في اليمن لابد من وضع آليات لمنع توسعه وتحوله إلى حرب إقليمية بين إيران ودول الخليج".وكان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، قد ألمح مثلما نقلته "البلاد" إلى انخراط الجزائر في مسعى وساطة بين إيران ودول عربية أخرى، قائلا إن "الجزائر لها علاقات طيبة مع كل الدول الشقيقة على الساحة العربية، ولها تاريخيا كذلك علاقات ثقة ومودة وإخاء مع إيران، وبالتالي نحن في حوار مع الكل"، في إشارة واضحة إلى تحركات دبلوماسية للجزائر للتوسط بين الجانبين. وأضاف، في رده على سؤال يخص مدى مساهمة الجزائر في تخفيف الاحتقان الحاصل "نقول دائما الكلام نفسه لكل الأصدقاء والأشقاء الذين نعالج معهم هذه المسائل، ونعتقد أن هذا التفاهم والتلاقي بين إيران والدول العربية سوف يساعد كثيرا في تحسين الأجواء عامة وتعزيز قدرتنا التفاوضية كعرب على الساحة الدولية". ويسود التوتر العلاقات بين السعودية وإيران بسبب عدد من الملفات أبرزها الملف النووي الإيراني (الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة) والملف اليمني (حيث تتهم الرياضطهران بدعم الحوثيين)، والملف السوري (حيث تدعم طهران النظام السوري برئاسة بشار الأسد وتدعم الرياض المعارضة السورية). كما تتهم الرياضطهران بالتدخل في شؤون دول المنطقة، لا سيما البحرين. وزادت حدة التوتر، في أعقاب عملية "عاصفة الحزم"، التي تنفذها السعودية في اليمن منذ 26 مارس الماضي. ومنذ هذا التاريخ، تواصل طائرات تحالف تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية لمسلحي جماعة "الحوثي" ضمن عملية "عاصفة الحزم"، التي تقول الرياض إنها تأتي استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية.