مفاوضات الحوار الليبي تناقش ملف السلطة التشريعية اتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما "بعض الدول الخليجية" بتغذية لهيب الصراع في ليبيا، ودعا هذه الدول لأن تساعد في خفضه الآن. وحث أوباما دول الخليج على المساعدة في تهدئة "الوضع السياسي الفوضوي" في ليبيا. وأكد أن أي عمل عسكري خارجي لن يكون كافيا للمساعدة في تخفيف التوترات في هذا البلد الذي تمزقه الحرب. وأشار إلى أنه لا يمكن إنهاء الأزمة في ليبيا ب "بضع ضربات بطائرات من دون طيار أو عمليات عسكرية قليلة". وجاءت تصريحات أوباما في مؤتمر صحفي بعد لقائه مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي في البيت الأبيض. وأضاف أن هناك حاجة لحل سياسي في ليبيا، الغنية بالنفط المطلة على البحر المتوسط. وقال أوباما "سيتعين علينا أن نشجع بعض الدول داخل الخليج التي أعتقد أن لها نفوذا على الفصائل المختلفة داخل ليبيا حتى تصبح أكثر تعاونا"، مضيفا "في بعض الحالات شهدناها تؤجج نيران الصراع العسكري بدلا من محاولة تهدئتها". ومن المقرر أن يجتمع أوباما مع زعماء الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في واشنطن يومي 13 و14 من الشهر المقبل لبحث عدد من الأزمات في الشرق الأوسط. وأشار أوباما إلى أن مسلحي تنظيم "داعش" الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من سورياوالعراق ينشطون أيضا في ليبيا. وتقود الولاياتالمتحدة تحالفا يضم أكثر من 60 دولة، حسب قولها، بهدف التخلص من التنظيم في العراقوسوريا. وقال أوباما "نحن ننظر باستمرار إلى الأماكن التي قد تأتي منها المخاطر الإرهابية وليبيا بالطبع منطقة تبعث على القلق الشديد". وقارن ذلك بالوضع في الصومال حيث نفذت واشنطن هجمات بطائرات بدون طيار ضد متطرفين يشتبه أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة وايطاليا وحلفاءهما يجب أن يوحدوا جهودهم لمكافحة الإرهاب من خلال السعي لحل سياسي. واستبعد الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي إمكانية حل الأزمة في ليبيا بالعمليات العسكرية الخارجية، ودعيا إلى التوصل لحل سياسي. من ناحية أخرى، عقد المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون أمس، جلسات جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع فرقاء الأزمة الليبية ستخصص لدراسة المذكرات التي تتضمن ملاحظات الفرقاء حول مقترحات الأممالمتحدة بشأن تشكيل مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية. وأوضح مصدر مقرب من المفاوضات للجزيرة أن النقاشات ستخصص أساسا للسلطة التشريعية، حيث اقترح وفد المؤتمر الوطني العام أن تكون هذه السلطة مشكلة من غرفتين بسلطات تشريعية متساوية. وذكر مصدر من البعثة الأممية أن مذكرات الأطراف تحتوي على عناصر عديدة تصب في اتجاه الاتفاق على إطار عام يكون هو المدخل لحل نهائي وشامل للأزمة الليبية. وفي التطورات الميدانية، سيطرت قوات رئاسة الأركان الليبية المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام على معسكر شرقي العاصمة طرابلس إثر اشتباكات مع موالين لما يسمى عملية الكرامة أوقعت أكثر من عشرين قتيلا. وأوضحت تقارير أن سيطرة قوات رئاسة الأركان على ما يعرف بمعسكر الكتيبة 101 في ضواحي منطقة تاجوراء "ثلاثين كيلومترا شرقي طرابلس" جاءت إثر اشتباكات عنيفة مع مجموعات أعلنت ولاءها للقوات التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر المعين قائدا للأركان من قبل مجلس النواب المحل المنعقد في طبرق "شرقي ليبيا".