عبارات حاول مناضلو حزب الافافس من خلالها اخفاء صورة فشل مبادرة الاجماع الوطني التي اطلقوها في محاولة منهم لراب الصدع بين السلطة و المعارضة، باعتبار ان حزب الدا الحسين يعد اقدم حزبٍ معارضٍ في الجزائر. الأفافاس اليوم حاله حال الطفل الصغير الذي خُيّر البقاء بين ابوين هما بصدد تسوية ورقة الطلاق، ايذهب الى السلطة و هي التي رفضته وزجرته بخطوط حمراء وجعلت مبادرته محبوسة الادراج، ام يذهب الى صفوف المعارضة التي رات في مبادرة الاجماع انقاصا لدور تنسيقية الانتقال الديمقراطي و هيئة التشاور، حتى وان عاد الافافاس لصفوف المعارضة .. ولكن التساؤل المطروح .. هل سيجّد موضعا قياديا بينها.؟! وكان واضحا وضوح الشمس منذ البداية ان مبادرة الاجماع لن تلقى القبول لا من احزاب السلطة و لا من احزاب المعارضة، نتيجة التململ الكبير الذي صاحبها منذ الإعلان عنها .. فالمبادرة اُجهضت قبل ان ترى النور، وسبب واحد كان كفيلا بنسفها وجعلها نسيا منسيا، وهو اسرار السلطة على وضع خط احمر و بالبنط العريض على شرعية الرئيس و المؤسسات الدستورية، قابله في ذلك تعنّت المعارضة و الحاحها على انشاء لجنة انتخابات جديدة و التحضير لانتخابات رئاسية مسبقة تعمل على انتقال ديمقراطي سلس .. فأيُّ اجماع وتوافق هنا و هما الموقفين المتناقضين كليا.؟! محمد نبو وبالفم المليان قال ان الافافاس كان ينتظر ضوءا اخضرا من قبل السلطة لتحقيق الاجماع، خصوصا بعد تقديم الورقة البيضاء على امل بدء التغيير، لكنّ الافافاس يقول نبو، قوبل بورقة بيضاء مملوءة بالخطوط الحمراء و بالبنط العريض طبع عليها "الا شرعية الرئيس".