أكّد السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، أن الخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد لا يمكن ان يحدث الا بالخروج النهائي لهذا النظام خروجا سلميا ومنظما، معتبرا أن الخط الأحمر الذي وضعه النظام ما هو إلا حيلة معتادة، وهي إشارة واضحة من الافافاس إلى أن مبادرة الإجماع الوطني لن ترى النور في ظل اعتماد أحزاب السلطة على مبدأ وضع خط أحمر على شرعية الرئيس والمؤسسات الدستورية. ولم يكن خفيا من خلال كلمة السكرتير الأول للافافاس، امس، خلال التجمع الشعبي الذي احتضنته قاعة الأطلس بباب الوادي، أن مبادرة الاجماع الوطني التي اطلقها هذا الاخير لن ترى النور ولن تلقى الاجماع سواء من قِبل السلطة أو المعارضة، حيث قال محمد نبو "إن سياسة الخطوط الحراء التي تقسم السلطة بين أجنحة متصارعة هي بالضبط التي تحتفظ بحالة الجمود وتعرقل المرور إلى دولة القانون"، مضيفا "نحن نرفض هذا الانحراف في اللعبة عبر حلقة مغلقة، حيث تعتبر الاحزاب فيها بيادق يحركها ويلعب بها جناح من النظام ضد جناح آخر، نحن نرفض هذا الانحراف في اللعبة السياسية" وفي معرض حديث نبو، قال مسؤول الأفافاس إن الورقة البيضاء التي قدمها الأفافاس للنظام، كان يُامل ان تتم المتابعة عليها و التغيير من خلالها، لكن النظام يقول نبو، وضع لنا خطا "أحمر"، ليس على قدسية الوحدة الوطنية و ليس عدم قابلية البلاد للتجزئة وليس بيان اول نوفمبر أو الطابع الجمهوري للدولة، ولكن، يقول نبو، "خطّهم الأحمر هو شرعية الرئيس"، معقبا على هذا الامر بالقول "نحن في الافافاس خطنا السياسي معروف، نحن نناضل من أجل تغيير النظام وليس من اجل استبدال رئيس بآخر". واشار نبو إلى أن الحزب شرع في إعداد حصيلة مرحلية حول مشروع الاجماع الوطني على جميع المستويات وهياكل الحزب في انتظار عرض النتائج وورقة الطريق المستقبلية، مشيرا إلى أن وجهة الاجماع الوطني محدّدة من قبل الحزب ولا يمكن التراجع عنها. ولم يغفل نبو دور الجيش في بناء الاجماع الوطني، معتبرا إيّاها نقطة أساسية، فالأفافس حسب نبو مع مبدا اولوية السياسي على العسكري، وأن قرار السلم و الحرب هو قرار يلزم كل الأمة وليس قرارا بسيطا لقيادة الأركان، معتبرا أن قرارا كهذا يؤخذ وفقا للمبادئ العليا التي تحمي وتوحد وتعزز الأمة.